ساهم تراجع المخزون النفطي في الولاياتالمتحدة وارتفاع الطلب الصيني في دفع اسعار الخام فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل. كما انعكس تقرير، اصدرته «موديز» عن امكانات خفض تقويم الدولار الى ما دون مستوى «اي اي اي»، تراجعاً في سعر صرف العملة الخضراء الى اقل مستوى منذ اربعة شهور تجاه سلة عملات. وحقق النفط في آسيا صباح امس، في عقود حزيران (يونيو) مستوى 60.08 دولار للبرميل بعدما اظهرت احصاءات صينية وآسيوية تحسناً ملحوظاً في الانتاجية، خصوصاً مع اعلان بكين زيادة في الطلب على النفط والمعادن مستغلة «الاسعار العالمية التشجيعية»، كما افادت وكالة «انباء الصين» التي اشارت الى زيادة واردات النفط 14 في المئة الشهر الماضي ليصل المعدل الى 3.9 مليون برميل يومياً. ولم يؤد تقرير اصدره «بنك انكلترا» (المركزي البريطاني) عن تباطؤ الاقتصاد سوى الى تراجع الاسترليني مقابل الدولار في حين بقي خام «برنت» القياسي الاوروبي في اعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولم تتأثر الاسعار بعدما اصدرت «اوبك» تقريرها الشهري ضمنته توقعات خفضت بموجبها توقعاتها للطلب على الخام السنة الجارية بسبب الانكماش العالمي، معتبرة في الوقت نفسه ان مخاطر «كبرى» لا تزال تهدد الاسعار في السوق النفطية البعيدة عن التوازن ، بسبب الانخفاض المستمر للطلب وارتفاع الفائض في الانتاج. وحتى الآن تحسنت اسعار الخام بنسبة المثلين تقريباً مقارنة مع مطلع السنة حين سجل النفط في كانون الثاني (يناير) ادنى مستوياته في ستة شهور عند 32.70 دولار متراجعاً من ذروة 147 دولاراً في تموز (يوليو) 2008. وقال اندريه كريشينكوف من «في. تي. بي. كابيتال» في لندن «ان اقتصادات ثرية مثل الصين تحاول بناء مخزون مستغلة السعر المرتفع للدولار ورخص المواد الاولية والطاقة»، مشيراً الى توقعات تفيد بان قيمة الدولار ستعاود الانخفاض مقبلاً. وكان مخزون النفط الاميركي تراجع الاسبوع الماضي بنحو 4.7 مليون برميل يومياً، وفق احصاءات ادارة معلومات الطاقة ما عزز اسعار الخام عند مستوى الستين دولاراً. وحتى الآن بنت الولاياتالمتحدة مخزوناً يصل الى 370.6 مليون برميل هو الاعلى منذ 1990. يُشار الى ان مقالاً في صحيفة «فايننشال تايمز» الاقتصادية لاحظ، وبعد تحليل لتقرير «موديز» عن الاقتصاد الاميركي، ان الضغوط التي سيمثلها برنامج الرعاية الصحية والاجتماعية على الدولار سيزيد من اعباء الدين الاميركي ما يحتم تراجع سعر صرف العملة الخضراء. وسلط المقال الاضواء على ان العملة الاميركية مصنفة في مستوى «اي اي اي» منذ العام 1917 لكنه تساءل عما اذا كان هذا الامر سيستمر الى الابد خصوصاً مع تراجع الثروة الاميركية بنحو 11 تريليون دولار والتزامات تقارب 45 تريليون دولار اضافة الى عجز بنحو 1.8 تريليون دولار للسنة الجارية وبتريليون دولار لكل سنة حتى نهاية العقد. وراوحت اسعار العملة الاميركية عند ما بين 1.3686 و1.3707 دولار امام اليورو. وفي موازاة عدم الاستقرار في البورصات واسعار الاسهم ارتفعت الثقة في الاقتصادات الدولية الى اعلى مستوى منذ 19 شهراً بعدما اعلن حكام المصارف المركزية في دول منظمة التعاون والتنمية ان بوادر انتعاش بدأت تظهر في اكثر من اقتصاد دولي. وارتفع مؤشر ثقة الخبراء، الذي تقيسه «بلومبيرغ» الى 38.72 في المئة من 21.2 في المئة في نيسان (ابريل) الماضي. ورغم التفاؤل هبطت الاسهم الاميركية في امس بعدما اعلنت وزارة التجارة ان مبيعات شركات التجزئة الاميركية تراجعت للشهر الثاني على التوالي. وكانت الاسهم المدرجة في سوق لندن تراجعت اثر تقرير «بنك انكلترا» في حين تحملت الاسهم الاوروبية خسائر اضافية بعد البيانات الاميركية القاتمة.