لا تزال المواقف الدولية الرافضة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تتوالى، في وقت أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس سيزور مصر والأردن وإسرائيل من 20 إلى 23 من الشهر الجاري، بدما أرجئت زيارته إلى المنطقة مرتين وسط احتجاجات عمّت الأراضي الفلسطينية عقب القرار. وفيما جدّد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون موقف بلاده «الواضح والمستمر» من وضع القدس التي «يجب أن تكون في نهاية الأمر العاصمة المشتركة لإسرائيل والدولة الفلسطينية»، اعتبر وزير الخارجية الإرلندي سيمون كوفني أن قرار ترامب «خطأ كبير» ومن شأنه «إفشال محادثات السلام وجعل العملية أصعب مما نتوقع جميعاً»، في حين شدد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على «محورية اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كونها تجسد عملياً الدعم الحقيقي من الأطراف الدولية لمبدأ حل الدولتين، باعتباره الخيار الأمثل والشامل والعادل لتسوية القضية الفلسطينية». وأبلغ جونسون نظيره الفلسطيني رياض المالكي أمس، «التزام المملكة المتحدة دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، والحاجة الملحّة إلى استئناف محادثات السلام»، مكرراً موقف المملكة «الواضح والمستمر في شأن وضع القدس الذي يجب أن يُحدّد عبر تسوية يتفاوض عليها الإسرائيليون والفلسطينيون». وأكد وزير الخارجية الإرلندي سيمون كوفني بعد لقاء نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أمس، أن «الولاياتالمتحدة كانت شريكاً قريباً وصديقاً لإرلندا، لكننا لا نشاركها أو نوافقها الرأي (حول القدس)، لأنه يجعل الوضع صعباً بالنسبة إلى الفلسطينيين». وأشار إلى أنه سيناقش الأمر مع المالكي خلال جولته الحالية التي تشمل إضافة إلى مصر، رام الله وتل أبيب. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد إن القضايا الإقليمية احتلت مرتبة متقدمة على أجندة المحادثات بين وزيري خارجية مصر وإرلندا، في ظل الاهتمام الإرلندي بدفع مسار عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. في السياق، عقد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط جلسة محادثات مع وزير الخارجية الإرلندي، استعرض فيها الجانبان نتائج الاتصالات التي تمت حول القدس على مدار الفترة الماضية، وما تمخض عن اجتماع المجموعة الوزارية السداسية العربية المعنية بالموضوع، الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان قبل أيام. وأشار الناطق باسم أبو الغيط الوزير المفوض محمود عفيفي إلى أن «الأمين العام شدد على محورية اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كونها تشكّل تجسيداً عملياً للدعم الحقيقي من الأطراف الدولية لمبدأ حل الدولتين، باعتباره الخيار الأمثل والشامل والعادل لتسوية القضية الفلسطينية». ولفت إلى أن أبو الغيط حذّر من خطورة التداعيات المترتبة على قرار ترامب حول القدس، إضافة إلى وقف الدعم الأميركي لميزانية وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مؤكداً أن «هذه الإجراءات لن تؤدي سوى إلى إنهاء فرص قيام تسوية سلمية وحقيقية وشاملة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى كونها يمكن أن تزكّي تيارات التطرّف والإرهاب، خصوصاً لدى قطاعات الشباب، ما سيكتوي بناره الجميع». ونقل عفيفي عن وزير الخارجية الإرلندي تأكيده «استمرار دعم بلاده القوي حقوق الشعب الفلسطيني، والذي تجسد في تصويتها على القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في الأممالمتحدة، وآخرها القرار الصادر عن الجمعية العامة في شأن وضع القدس». وأشار إلى أن كوفني أفاد بأنه «ينقل هذا الموقف في اللقاءات والاتصالات التي يُجريها مع الأطراف كافة».