شنّ الروائي عبدالحفيظ الشمري هجوماً على الشعراء، مشيراً إلى أنهم اضطهدوا القصة. وقال: «الشعر الحر جعل من القصة نبتة ظل له». وشمل هجومه النقاد، الذين قال عنهم إنهم وضعوا القصة في مأزق وعكفوا على إسقاطها وتهميشها. جاء ذلك في محاضرة قدمها في نادي تبوك الأدبي مساء الثلثاء الماضي، بعنوان ««فن القصة... شهادة وتجربة» أدارها الروائي علوان السهيمي. وأشار الشمري إلى أن معوق الطباعة «يضاف إلى المعوقات الأخرى»، مؤكداً أن دور الطباعة والنشر «لدينا تحولت لطباعة كروت الأفراح». وحاول عبدالحفيظ أن يتحدث عن تجربته القصصية والروائية، مؤكداً أن كتاباته تركز على ملمح المكان، وعدد روايات ذات طابع مكاني لعبدالرحمن المنيف وتركي الحمد ورجاء عالم. وقال إنه تأثر بنشأته القروية في ضواحي حائل، لافتاً إلى أنها عززت لديه قصص البادية ملكة الرواية. وتحدث بألم عن القصة القصيرة، مبيناً أنه لم ينتصر لها أحد. وأكد أن العمل السري «تجاوز ألاعيب النقاد التي تحاك حوله». وأشار إلى أهمية التحول في الصحافة السعودية ورعايتها للأدب منذ تأسيسها. وأوضح الشمري أن الصحافة «مرآة تعكس الواقع». وذكر أن القصة ولدت مع الصحافة، وساق العديد من الأمثلة. وقال إن «مبدعي السرد لا أساتذة لهم» مشيراً إلى أن النقاد «لا أثر لهم في تجربتي القصة والرواية». وأفصح عن سر تعلقه بالصحافة والثقافة، ذاكراً أن الصحافة «أهم من النقد». وفرق الشمري بين الباحث والناقد، من حيث تعاطيهما مع تجربة السرد. وفي المحاضرة تطرق إلى رواياته (فيضة الرعد، جرف الخفايا، غميس الجوع، شام..يام). وأشار إلى أن هناك «تحديات تواجه فن السرد، وهي غياب المشروع الوطني، واستسهال الكتابة السردية، وغياب الترجمة». وفي المداخلات، قال رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي إن خريطة القصص في السعودية «تجعل الجنوب أولاً ثم الحجاز ثم الشرقية فنجد فالشمال أخيراً، إلا أن عبدالحفيظ أعاد للشمال مكانته على خريطة القصص».