يعيش ملهي القرني وعائلته المكونة من 14 فرداً حياة أقل ما يمكن وصفها به انها «صعبة»، تتراوح بين الفقر والمرض، وتستدعي العطف على أسرته ومساعدتها. قصتهم تتشابه مع الكثير من قصص الفقراء الآخرين، الذين ضاقت بهم السبل وغُلبوا على أمرهم. لكن أبو حسن الكفيف في أمس الحاجة إلى المساعدة، فهو عاجز وعلاوة على ذلك يعيش في عالم مظلم، وكبرياؤه وأنفته منعاه من مد يده إلى الآخرين. وعلى رغم معاناته وفق تقرير طبي من «فقدان كامل للبصر»، بعد معاناة دامت طويلاً مع داء السكري، ما منعه من العمل ومتابعة الحياة بطريقة طبيعية، إلا أنه وحتى وقت قريب كان يعمل حارساً في إحدى مدارس الخبر. لا تقتصر معاناة ملهي على ذلك، فهو الوحيد في العائلة ممن يحمل هوية، إذ ان أبناءه الذين بلغوا العقد الثالث من العمر يعيشون بلا إثباتات هوية، لأسباب كانت تتعلق بوالدتهم، ما حرمهم الالتحاق بالمدارس، وجعلهم لا يفرقون حالياً بين الألف والباء، وبالتالي فقدوا حتى فرصة كسب لقمة عيشهم من خلال أية وظيفة. ويعيش أبو حسن وعائلته الآن على صدقات المحسنين وما يزيد من فائض طعام الجيران، بعد أن اعتذرت عن عدم مساعدته الجمعيات الخيرية. ويقول أبو حسن إن فقدان البصر هو السبب الرئيسي في معاناته، مؤكداً «كان مرض السكري بداية الحياة المظلمة التي أعيشها الآن». ويضيف: «ما زلت أحاول استخراج هوية لأبنائي، فمنذ وفاة والد زوجتي الذي لم يقم بإضافتها في سجلات الأحوال المدنية لم استطع استخراج ما يثبت ذلك»، موضحاً أن المانع «مشكلات مالية كانت بين شيخ القبيلة ووالد زوجتي، وبسببها لم يعترف شيخ القبيلة بوالد زوجتي، وكانت الضحية زوجتي وأبنائي». ويشير إلى أن مشكلة استخراج الأوراق الرسمية «في طريقها إلى الحل، لكن المشكلات المالية أصبحت عائقاً بيني وبين إنهاء الإجراءات التي تتطلب السفر إلى الرياض، وإنهاء الإجراءات هناك، في ظل صعوبة الحصول على المال، لإيجاد لقمة العيش، أو توفير قيمة إيجار المنزل»، لافتاً إلى أن صاحب العقار يطالب بإخراجه هو وأسرته من المنزل وتسديد فاتورة الكهرباء، بعد ان فصل التيار الكهربائي عنهم منذ فترة. أكثر ما يخشاه أبو حسن أن يتوفاه الله وأبناؤه من دون هوية، موضحاً أن ذلك يجعلهم عرضة للانحراف ويضطرهم إلى كسب المال بطرق غير مشروعة. ويطالب أبو حسن الجمعيات الخيرية ورجال الخير بالوقوف معه ومع أسرته، ومساندته في «الحفاظ على الأبناء من الضياع، خصوصاً أنه لا يوجد من يستقبلهم للعمل وهم لا يحملون إثباتات لهوياتهم».