قتل 20 متظاهراً على الأقل في صنعاء بعد ظهر أمس برصاص قوات الأمن، وجرح المئات من المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء المطالبين بإسقاط النظام. وأصيب معظم هؤلاء بحالات إختناق بالقنابل الغازية، خلال مواجهات مع قوات الأمن في شارع الزراعة وحي باب القاع في محيط المبنى القديم لجامعة صنعاء، وتقاطع شارع الزبيري مع الخط الدائري. وأحرق المتظاهرون عربة إطفاء وسيارة مصفحة تابعة لقوات الأمن، فيما إندلع نيران في مبنى محطة قديمة للكهرباء في شارع القاع. واندلعت المواجهات بعد تخطي آلاف المتظاهرين الحواجز الأمنية القريبة من ساحة التغيير في شارع الزراعة، مرددين هتافات تطالب ب»الحسم الثوري» لإسقاط النظام، بناء على دعوة «اللجان التنظيمية للثورة» للمعتصمين في صنعاء والمدن الأخرى، وفي إطار ما بات يعرف بالتصعيد السلمي الذي تدعو اليه أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك»، كخيار لإنهاء الأزمة بعد تعثر كل الجهود لتوافق سلمي على نقل السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية. ووفقاً لمصادر طبية، استقبل المستشفى الميداني في ساحة التغيير نحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى المصابين بالرصاص الحي، بينهم قياديون في أحزاب المعارضة و»اللجنة التنظيمية لشباب الثورة»، إضافة إلى مئات الإصابات بالإغماء بالقنابل الغازية التي أطلقتها القوات الأمنية. وفي حين يؤكد متظاهرون قيام قناصة يتمركزون في مباني مطلة على الشوارع التي سارت فيها التظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ومشاركة مسلحين بلباس مدني، إتهمت السلطات «ميليشيا أحزاب المعارضة المسلحة» وجنود من الفرقة الأولى مدرع المنشقة باقتحام الحواجز الأمنية والإعتداء على رجال الأمن، ومحاولة إقتحام المباني الحكومية. وحملت أحزاب المعارضة «مسؤولية تفجير» الوضع في صنعاء، والذي تزامن مع خروج تظاهرات مماثلة في محافظات تعز والحديدة وعدن وصعدة. ودان «المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية» بشدة ما وصفه ب «الجريمة البشعة التي أودت بحياة العشرات من الشباب اليمنيين... في مواجهة آلة القمع والقتل والدمار». وناشد الاممالمتحدة والمجتمع الدولي «سرعة التحرك وإتخاذ قرارات عملية وإنهاء حالة الصمت المطبق لإيقاف جرائم نظام (الرئيس علي عبدلله) صالح»، مؤكداً ان هذه «المجزرة الوحشية لن تمر دون عقاب وستضاف إلى السجل الإجرامي للنظام الذي لن يفلت من يد العدالة». إلى ذلك تعثر البدء بالعام الدراسي الجديد في جامعة صنعاء أمس لليوم الثاني على التوالي بسبب رفض الشباب المعتصمين أمام مبنى الجامعة لإستئناف الجامعة نشاطها المتوقف منذ (شباط) فبراير الماضي. وقام عدد من الطلاب المعتصمين باقتحام مبنى الجامعة واغلقوا أبواب الكليات بالسلاسل الحديدية والأقفال. ورددوا هتافات: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، بعدما إشتبكوا مع طلاب راغبين في معاودة الدراسة. وكان وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصره، يرافقه رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم، التقى اللواء المنشق علي محسن الاحمر قائد الفرقة الأولى مدرع الذي تسيطر قواته على مباني الجامعة ومحيطها، وتتولى حماية المعتصمين في ساحة التغيير وبحث معه في «أهمية توفير الأجواء الأمنية لاستئناف الدراسة في الجامعة والنأي بها عن الصراع السياسي الراهن». وقالت ل»الحياة» مصادر في الجامعة ان اللواء الأحمر «أبدى تعاوناً كبيراً وعبر عن قناعته بضرورة إستئناف الدراسة». واضافت المصادر انها فوجئت باقتحام الجامعة واغلاق أبوابها بالسلاسل «برفقة جنود من الفرقة الأولى يقومون بحماية المقتحمين».