أكد السفير الفلسطيني لدى واشنطن الدكتور حسام زملط أن الرئيس محمود عباس وجّه ب «تصويب» العلاقة مع الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أنها لا تزال تعتبر منظمة التحرير «إرهابية». وأضاف أن «المعركة مستعرة» بين الفلسطينيين وإسرائيل في أميركا في ضوء التحوّل الكبير في الرأي العام، خصوصاً بين الشباب. وفي مقابلة أجرتها معه «الحياة» في رام الله في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب اعتبار القدس «عاصمة لإسرائيل» ورد السلطة الفلسطينية بقطع العلاقات، قال زملط: «إسرائيل تعتبر أميركا الساحة الإستراتيجية الأولى، وقد تكون الوحيدة، وعلى هذا الأساس صبّت تركيزها عليها، ونجحت في اختراق القرار السياسي والإرادة السياسية... ولهذا، فالمعركة مستعرة في أميركا ومن مسافة صفر». واعتبر أن سلسلة القوانين والخطوات الأخيرة ضد الفلسطينيين نجمت عن تدخل إسرائيلي يهدف إلى ضرب التطور الجاري لمصلحة فلسطين في المجتمع الأميركي. وأوضح أن الرأي العام في الولاياتالمتحدة يشهد تغيرات وتحوّلات تجاه دعم القضية الفلسطينية نتيجة انتشار المعلومات البديلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتأثير السلبي لليمين الحاكم في إسرائيل على مكانتها، والدور المتنامي للجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية الفلسطينية. وأضاف أن تنامي هذا التعاطف يثير قلق إسرائيل التي تعمل من خلال اللوبي الداعم لها على إنهاء الوجود الرسمي الفلسطيني في واشنطن، ونسف العلاقة مع أميركا عبر سلسلة من القوانين، ووقف الدعم المالي، وإغلاق مكتب بعثة فلسطين. وعن مصير المكتب، أشار إلى أن «القانون يقول إن المكتب يُغلق خلال 90 يوماً من عدم تمديد فتحه، لكنهم فتحوه خلال هذه الفترة، لذلك أبطلوا القانون». وتابع زملط أن «هناك أيضاً تحولات مهمة داخل الحياة السياسية والمنظومة الأميركية، بمعنى الكونغرس. فللمرة الأولى في تاريخه يُقدّم قانوناً ضد إسرائيل. قبل شهر ونصف الشهر، قدمت عضو الكونغرس بيتي ماكولم مشروع قانون يدعو إلى وقف الدعم المالي لإسرائيل بسبب اعتقالها الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم». وقال: «لم يعد هناك ما يسمى دعم إسرائيل العابر للأحزاب، فحتى داخل الحزب الجمهوري توجد أصوات تعارض ذلك». ورأى أن لقرار ترامب «أهدافاً عدة، أوّلها إزالة القدس من المعادلة استباقاً لأي حل سياسي، وهذا تراجع عن تعهدات وسياسة أميركية، ما يفقد الولاياتالمتحدة أهليتها للعب دور الوسيط. والهدف الثاني إستراتيجي هو تصفية حل الدولتين والقضية الفلسطينية من قلبها، وهو القدس». ووصف القرار ب «الكارثي». وتوقف زملط عند الموقف الأميركي من منظمة التحرير، وقال: «هناك قرار للكونغرس منذ عام 1987 يعتبر المنظمة إرهابية». وأضاف: «على رغم توقيعنا اتفاق أوسلو في البيت الأبيض وعلاقات واتفاقات ثنائية، ما زلنا حتى الآن مصنفين منظمة إرهابية، فهل يعقل هذا؟». وتابع: «توجيهات الرئيس الفلسطيني واضحة بوجوب التركيز على تصويب العلاقة مع أميركا»، متسائلاً: «كيف تعتبرني شريكاً في السلام وفي الحرب على الإرهاب، ثم تعتبرني إرهابياً في الوقت ذاته؟». وقال: «أنا شخصياً حاصل على فيزا أميركية مكتوب عليها «استثناء من قانون الإرهاب». هل يعقل هذا... نريد أن نفتح الملف على مصراعيه... ماذا يعني أن يسن الكونغرس قانوناً يقول: ممنوع علينا أن ننضم إلى المنظمات الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية. ما شأنه؟ هل المحكمة الجنائية الدولية منظمة إرهابية؟... لم ينجح اللوبي بنسف وجود فلسطين في أميركا لغاية الآن، ولكن ما زال يحاول».