أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (السبت) استعداده لاجراء محادثات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أو، لكن بشروط، معبراً عن الامل بان تؤدي المحادثات بين الكوريتين الى خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ويتناقض تصريحاته بشكل حاد مع تصريحاته العدائية حيال الزعيم الكوري الشمالي من التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها بيونغيانغ خلال أشهر ماضية. ورداً منه على سؤال عن إمكان إجراء محادثة عبر الهاتف مع زعيم كوريا الشمالية، أجاب ترامب: «انا اؤمن على الدوام بالمحادثات»، واضاف «سافعل بالطبع، ليست لدي ادنى مشكلة بذلك»، مشيراً بالوقت نفسه إلى ان هذا لا يمكن ان يتم من دون شروط مسبقة. ورحب أيضاً بمؤشرات التهدئة في شبه الجزيرة الكورية، من بينها المشاركة المرجحة لكوريا الشمالية بدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في كوريا الشمالية. وعبر الرئيس الاميركي عن الامل بان تتخطى المحادثات المرتقبة بين الكوريتين الاطارَ الرياضي. وتابع «اود ان اراهم يتطرقون لما هو أبعد من دورة الالعاب الاولمبية»، موضحاً «وفي الوقت المناسب، سنشارك». وتأتي تصريحاته، غداة اتفاق الكوريتين على اجراء اول حوار رسمي بينهما منذ اكثر من سنتين، لمناقشة مشاركة كوريا الشمالية بدورة الالعاب الاولمبية. وكان مسؤول أولمبي كوري شمالي كبير صرح في وقت سابق أن بلاده ستشارك «على الارجح» بدورة الالعاب، وهو اعلان يشكل مؤشرا جديدا الى استئناف العلاقات الطبيعية الذي بدأ اخيرا في شبه الجزيرة الكورية. وذكر ممثل كوريا الشمالية لدى اللجنة الأولمبية الدولية شانغ اونغ في تصريح نشرته «وكالة الانباء اليابانية» (كيودو)، ان كوريا الشمالية «ستشارك على الأرجح» في الألعاب الأولمبية التي ستجرى في بيونغشانغ من التاسع الى 25 شباط (فبراير) المقبل. واضافت «كيودو» أن شانغ توقف في بكين في طريقه إلى سويسرا، حيث مقر اللجنة الأولمبية. واعتبرت مصادر لم تحدد الوكالة هويتها أن هدف الرحلة يمكن أن يتمحور بالتحديد حول مناقشة إمكان مشاركة بيونغيانغ في ألعاب بيونغشانغ. واتفقت سيول وبيونغيانغ الجمعة الماضي على إجراء مناقشات للمرة الاولى منذ سنتين. وسيعقد اللقاء، الأول من نوعه منذ كانون الأول (ديسمبر) 2015، الثلثاء المقبل في قرية بانمونغوم الحدودية، التي وقع فيها وقف اطلاق النار في الحرب الكورية (1950-1953). من جهة أخرى، اتفقت واشنطنوسيول على ان تؤجلا الى ما بعد دورة الألعاب الاولمبية مناوراتهما العسكرية السنوية التي تؤدي في كل مرة الى تفاقم التوترات في شبه الجزيرة. وفي الاطار، عرضت كوريا الجنوبية إرسال وفد يضم خمسة مسؤولين بقيادة وزير التوحيد تشو ميونغ غيون إلى المحادثات. وأعلنت وزارة التوحيد في سيول أمس أن اربعة مسؤولين آخرين بينهم نائبي وزيرين، احدهما مسؤول عن الرياضة، سيرافقون وزير التوحيد. وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون قال في رسالته لمناسبة العام الجديد، إن بلاده تتمنى نجاح الألعاب الأولمبية وتنوي ارسال وفد للمشاركة فيها. وتأمل سيول ومنظمو الألعاب في ان تشارك فيها بيونغيانغ، من اجل خفض التوتر الناجم عن البرنامجين النووي والبالستي اللذين تتابعهما كوريا الشمالية خلافاً لقرارات الاممالمتحدة.