لاحت بوادر صيف ساخن ودموي في أفق المشهد الليبي، غداة البيان الذي أذاعه مساء أول من أمس، المسؤول العام لتنظيم «أنصار الشريعة» محمد الزهاوي في بنغازي (شرق ليبيا) وتهديداته للولايات المتحدة في حال تدخلها في الأزمة الليبية، متهماً إياها بدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي أطلق الحرب ضد التشدد في البلاد. في غضون ذلك، أفاد ثوار سابقون أن طائرة حربية ليبية تابعة لقوات حفتر قصفت أمس، مقر كتيبة شهداء «17 فبراير» الاسلامية في منطقة القوارشة الواقعة عند المدخل الغربي لمدينة بنغازي من دون تسجيل سقوط قتلى. وقال الناطق باسم غرفة ثوار ليبيا أحمد الجازوي إن «مقاتلة قصفت معسكر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير بصاروخين». وأضاف أن «القصف لم يخلف ضحايا في صفوف الثوار فيما تعامل هؤلاء بالمضادات الأرضية معها حتى غادرت محيط المنطقة». وكان الزهاوي صرح بأن «إصرارهم (حفتر والأميركيين) على هذه الحرب القذرة، سيفتح الجحيم عليه وعلى المنطقة برمتها، فإن أهل التوحيد في المنطقة بل وفي العالم بأسره لن يخذلوا أبداً أهل التوحيد في ليبيا، كما نذكّر أميركا بهزائمها النكراء في العراق وأفغانستان والصومال». وأكد البيان نبذ التوجه نحو إقامة نظام ديموقراطي في ليبيا، مشيراً إلى أنه «كنا واضحين منذ البداية بالتزام تحكيم الشريعة، لا إقامة الديموقراطية، دين الغرب الكافر». وتتهم الولاياتالمتحدة الزهاوي بتنفيذ الهجوم على قنصليتها في بنغازي في 11 ايلول (سبتمبر) 2012 الذي قُتل خلاله السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز و3 من أعضاء السفارة. وجاء بيان الزهاوي بعد ساعات على قرار واشنطن إرسال بارجة هجومية برمائية، على متنها ألف جندي من مشاة البحرية (مارينز) قبالة السواحل الليبية، إضافةً إلى عدد من المروحيات التي قد تُستعمَل في إجلاء الديبلوماسيين، علماً أن للولايات المتحدة 250 جندياً و7 طائرات «أوسبراي» و3 طائرات تموين في قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقلية الإيطالية، للمساعدة في إجلاء محتمل لطاقم السفارة الأميركية في طرابلس التي يديرها القائم بالأعمال وليام روباك بعد سفر السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز إلى واشنطن منذ أكثر من أسبوع. كما نصحت وزارة الخارجية الأميركية أمس، مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا، داعيةً رعاياها هناك إلى مغادرة البلاد «فوراً». وأثار بيان الزهاوي ردود فعل واستنكار من قبل مسؤولين وقادة رأي عام في ليبيا، إذ وضعوه ضمن إطار «قرع طبول الحرب الإرهابية التي ترعب جميع الليبين، ما يوجب على الجميع الإرتقاء إلى مستوى الخطر الداهم الذي يهدد البلاد، وتعليق الخلافات والصراع على الوظائف في هذه المرحلة». ودعا النائب الأول المستقيل لرئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) جمعة عتيقة في تصريح إلى «الحياة»، رئيس الحكومة الجديد أحمد معيتيق الذي منحه المؤتمر الثقة الأحد الماضي، إلى «الإعتذار عن رئاسة الوزارة»، موضحاً أن «قيامه بهذه الخطوة ستكسبه صدقية سياسية ومستقبلاً سياسياً أفضل». وأضاف: «هذا الإقتراح ناقشته مع معيتيق شخصياً، ولم يبد موافقة أو رفضاً له، وإن كان نوه الى تفاهماته مع البعض ممن عرض عليهم حقائب وزارية». على صعيد آخر، شهد طريق السكة، حيث مبنى رئاسة الحكومة الليبية ليل أول من أمس، اشتباكات بين قوات كتيبتي «القعقاع» و «الصواعق» من جهة وكتيبة «هيثم التاجوري» من جهة أخرى، على خلفية تنازعهما على حراسة مبنى الحكومة التي طلبت من وزير الداخلية تكليف قوة دعم مديريات الأمن بحمايتها. ولم يسجَل وقوع ضحايا في تلك الاشتباكات. أما في بنغازي ودرنة فمسلسل الاغتيالات ما زال مستمراً، إذ اغتيل ضابط سابق في جهاز الأمن الداخلي خلال عهد معمر القذافي في بنغازي أمس، كما وجد رأس طالب جامعي مفصولاً عن جثته في كيس قمامة أمام مسجد الصحابة في درنة.