بين الإشفاق والاستبشار جاءت ردود أفعال المثقفين على تعيين الدكتور ناصر الحجيلان وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، فمن هؤلاء من يرى فيه الرجل المناسب الذي سيستطيع شغل الفراغ الذي خلفه الوكيل السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل في حين يذهب مثقفون آخرون إلى الشعور بالإشفاق عليه نظراً للملفات الشائكة التي تنتظر أن يبتَّ فيه، مثل انتخابات الأندية الأدبية ومقراتها ومشكلات اللجان النسائية وسواها. وقال هؤلاء المثقفون ل«الحياة» إن انتظارهم طال لمجيء وكيل للثقافة ليباشر فوراً معالجة القضايا العالقة. في حين تطلع الدكتور ناصر الحجيلان، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أمس، «إلى أن يسهم مع رفد الأدباء والمثقفين بجميع فئاتهم لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية بمقترحاتهم وآرائهم وتطلعاتهم لما يأملون للثقافة في البلاد». وأوضح الدكتور عبدالله الحيدري أنه «طوال أكثر من عام ونصف ونحن نترقب تعيين وكيل لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، بعد استقالة الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي أرسى بناء المشهد الثقافي في المملكة وكان رائداً في مجاله، خصوصاً أن الوكيل المكلف عبدالله الجاسر كان مثقلاً بأعباء أخرى، ويأتي تعيين وكيل متفرغ مثل الدكتور ناصر الحجيلان، وهو الرجل المعروف الذي شغل مناصب أكاديمية وإدارية في عديد من المؤسسات الثقافية، إضافة إلى أنه مارس الكتابة والعمل الصحافي، وقد تعاملت معه في طباعة كتاب في مؤسسة حمد الجاسر الثقافية وكان يتميز بالدقة والحماسة للعمل والإنجاز»، مشيراً إلى أن أجندة مليئة وملفات مهمة تنتظر الحجيلان، تمثل تحديات كبرى وفي مقدمها انتخابات مجالس الأندية الأدبية، وتنفيذ مقرات مناسبة بعد الإعانة الملكية، كما أن الجمعيات المتصلة بوزارة الثقافة بحاجة إلى وقفة من أجل حل الخلافات بداخلها والتي تعوق العمل الثقافي. ونتمنى عليه أن يعالجها، وربما يأتي مؤتمر الأدباء الرابع على رأس الاهتمامات والذي يجب أن يعقد قبل نهاية هذا العام والذي يتطلب أن تشكل له لجنة عاجلة لتنظيمه قبل فترة الصيف وقبيل مغادرة الأكاديميين والمثقفين في إجازاتهم، ولا سيما أنه المؤتمر الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين عنايته، والذي أعتقد أننا لو تراخينا في عقده فسينفرط العقد في إقامته كل عامين، ولا يجب أن ننسى ملتقى المثقفين وهو على رأس الأجندة والمنتظر عقده قريباً». وأكد رئيس نادي حائل الأدبي عبدالسلام الحمد أن الثقافة «تنتظر الكثير من الدكتور الحجيلان، ونذكره بكثير من الملفات الشائكة التي تنتظر النظر فيها، وربما تأتي انتخابات الأندية الأدبية في مقدمها حالياً، وإنشاء مقرات الأندية بلا شك هي على القائمة المهمة». وقالت رئيسة اللجنة النسائية في نادي أبها الأدبي عائشة الشهري إنها تأمل الكثير من الوكيل الجديد، «خصوصاً فيما يتعلق برئاسة المرأة للأندية الأدبية، والتي ينبغي إصدار قرار رسمي حولها، كما تتمنى أن تكون هناك مراقبة على انتخابات الأندية الأدبية لضمان النزاهة والشفافية، ومنع التكتلات التي تعوق مسارها». وتمنى نائب رئيس نادي المدينةالمنورة محمد الدبيسي من الدكتور ناصر العمل «مع الفريق الثقافي والأدبي في إطار المؤسسات القائمة الآن وخارجها، لبلورة استراتيجية حقيقية لتنمية ثقافية بعيداً عن الإفراط في التنظير أو الغرق في المظاهر والعناوين، والاتجاه على عمل مؤسسي أو فردي في إطار جماعي يولي اهتماماً واحتراماً لكافة الاتجاهات والتيارات، ولكل المناطق في نطاق تعددي موسع، كما نتمنى منه العمل على منح مزيد من الصلاحيات وحرية الحركة للمؤسسات القائمة لممارسة اعتباريتها التي ينص عليها نظامها، الأمر الذي يمنح التنوع في الأنشطة وتشجيع وطرح أفكار وبرامج جديدة، وكذلك استيعاب الأنماط الثقافية التواصلية العصرية، ومحاولة الإفادة منها، كما نتمنى منه التواصل المباشر مع المثقفين أو الأدباء وفق آلية يختارها ويتوافق معهم عليها، فالحوار سيتيح له معرفة الرؤى والأفكار المطروحة». وطالبت الشاعرة هدى الدغفق الدكتور الحجيلان «بإعادة النظر في مسألة مساواة المرأة في المؤسسات الإعلامية والثقافية بالرجل، وإنصافها في المشاركات الداخلية والخارجية، وإتاحة الفرص الثقافية التي تساعدها في الانتشار، وألا تكون اللجان النسائية مجرد لجان صورية». وقالت إنها تنتظر «أن يكون هناك مشروع لإدخال المرأة للعمل في وزارة الثقافة والإعلام، وطرح فرص حقيقية للمرأة في العمل في أماكن قيادية أو إشرافية لتتمكن النساء من التواصل الفعلي، دون أن نستمع في مناقشاتنا مع الآخرين إلى أن يقال إننا مجرد لجان لا أكثر». واعتبر الشاعر إبراهيم الوافي تعيين الدكتور الحجيلان «يتوازى بصورة عامة مع طموحات المشهد الثقافي المحلّي، بناء على السيرة الثقافية الثرية للدكتور الحجيلان... نظرًا لعلاقته المباشرة بالطبقة المثقّفة وهي التي اعتادت عادة على تمحيص العمل وتشريح المنجز، ولهذا ظلّ هذا المنصب وشغله بمن يوازيه بعد استقالة الدكتور السبيّل شغلاً شاغلاً لدى المشهد الثقافي بشكل عام. لكن الحقيقة أن أمام الدكتور الحجيلان ملفات شائكة وضخمة في مشهدنا الثقافي، من أهمها إنجاز الانتخابات الخاصة بالأندية الأدبية، والإعداد الأمثل لمؤتمر الأدباء السعوديين المقبل قريباً، مع التأكيد على أن تطلعاتنا لا تنتهي فيما يخص إعادة إحياء جائزة الدولة التقديرية للأدب، أو فتح نوافذ تحفيزية متعددة لتنمية المواهب الإبداعية ورعايتها».