ساد الغموض اجواء التعاون العسكري والاستخباراتي بين واشنطن وإسلام آباد، بعد قتل قوات كوماندوس اميركية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من الشهر الجاري، إذ نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية تمينا جانجوا صحة تقرير اوردته وسائل اعلام اميركية عن تسلم الوزارة طلباً رسمياً لاستجواب محققين اميركيين أرامل بن لادن المعتقلات في باكستان. كما نشرت وسائل اعلام باكستانية اسم مسؤول قالت إنه «كبير موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) في البلاد»، ما يثير الشكوك بوقوف جهاز الاستخبارات الباكستانية خلف التسريب. وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني بأن «الإدارة تعتقد بأنه من المهم جداً الاحتفاظ بعلاقات تعاون مع باكستان، لأن مصلحة امننا القومي تقتضي ذلك»، لكن طائرة اميركية بلا طيار قتلت 4 متشددين بصاروخين اطلقتهما لدى مرور سيارتهما قرب قرية انغور ادا في اقليمجنوب وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان، ما يؤكد اصرار الإدارة الأميركية على تجاهل غضب الباكستانيين من هذه الغارات. وفي كلمة القاها امام مجلس الشؤون العالمية في اتلانتا (جورجيا)، اعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اندريس فوغ راسموسن ضرورة عمل الدول الغربية مع باكستان لتكثيف الحرب على المتطرفين، على رغم التساؤلات التي اثارها قتل بن لادن على ارضها، والتي «يجب الإجابة عنها». وقال: «لا بديل من التعاون مع باكستان في مكافحة الإرهاب»، مبدياً تقديره للجهود التي بذلتها القوات الباكستانية حتى الآن لمواجهة المتشددين على حدودها مع افغانستان «لكن اعتقد بأنه يمكن بذل المزيد». على صعيد آخر، نقلت شبكة «ام اس ان بي سي» عن مسؤول أميركي كبير قوله إن العنصر السابق في الجيش الباكستاني والقيادي الحالي في «القاعدة» إلياس كشميري الذي ارتبط اسمه بمحاولات تفجير ومخططات لشن هجمات في مدن أوروبية وضعت بعد هجمات مدينة بومباي الهندية العام 2008، برز كخليفة محتمل لبن لادن. وقال المسؤول: «لا يزال الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري الخلف المفترض لبن لادن، لكنه لا يحظى بشعبية كبيرة، وترقيته ليست مضمونة، فيما ارتفع نجم كشميري خلال الأعوام الأخيرة، وهو يبقى ناشطاً في التخطيط لهجمات جديدة ضد الغرب». وكثفت «سي آي أي» تركيزها خلال السنوات الأخيرة، على ملاحقة القيادي الباكستاني في» القاعدة»، واستهدفته من دون نجاح في سلسلة غارات بطائرات من دون طيار. الى ذلك، نقل موقع «سايت» الأميركي المتخصص عن موقع «ابو وليد المصري مستشار القاعدة»، أن «عمر بن لادن، احد ابناء زعيم القاعدة، يحمل الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً مسؤولية توضيح مصير والده». وأفاد الموقع المتخصص في مراقبة المواقع الإسلامية، بأن «عمر بن لادن وجّه رسالة الأحد الماضي نددت بإبادة اسرة مسالمة بالكامل، وعدم تقديم الرئيس الأميركي او ادارته اي دليل يثبت هذا الادعاء البشع». وتابع «ليس من المقبول التخلص من رجل يتمتع بتقدير ومكانة بين قومه، وإلقاء جثته في البحر بهذا الأسلوب المستهتر والمهين لأسرته ومحبيه الذي يتحدى المشاعر الدينية لمئات ملايين المسلمين». وختم قائلاً: «نحتفظ بحقنا كأولاد بن لادن بمتابعة هذه الجريمة عبر القضاء الأميركي والدولي لتحديد المصير الحقيقي لوالدنا المختفي».