كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد تنظيم «القاعدة» أمس، مقتل الرجل الثالث في قيادته في افغانستان، مصطفى ابو اليزيد، وذلك بعد ساعات على ترجيح مسؤول اميركي سقوطه بصاروخ اطلقته طائرة اميركية من دون طيار في منطقة القبائل شمال غربي باكستان. ونقل رسالة «القاعدة» مركز «سايت» الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت. لكن الرسالة التي أفادت بأن «ابو اليزيد» (54 سنة) المعروف باسم «سعيد المصري» اكتفت بالقول انه «استشهد» من دون ان توضح ظروف مقتله، فيما اشارت «سايت» الى ان زوجة ابو اليزيد وبناته الثلاث وحفيدته ورجالاً واطفالاً ونساء آخرين قتلوا معه. وفيما اوردت الرسالة ان «استشهاد ابو اليزيد سيشكل لعنة رهيبة لكل الكفار» مهددة «برد قريب»، وصف المسؤول الاميركي الذي طلب عدم كشف هويته مقتل «ابو اليزيد» بأنه «انتصار كبير»، علماً ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) كثفت في السنتين الاخيرتين غاراتها الجوية باستخدام طائرات من دون طيار تطلق صواريخ تستهدف عناصر «القاعدة» وحركة «طالبان» في منطقة القبائل الباكستانية، وتصيب مدنيين ايضاً. ورجح مسؤولون عسكريون باكستانيون سقوط «ابو اليزيد» خلال قصف صاروخي لاقليم شمال وزيرستان ليل 21 ايار (مايو) الماضي، علماً ان طائرات الاستطلاع الاميركية شنت 105 غارات منذ آب (اغسطس) 2008 اسفرت عن مقتل اكثر من الف شخص في منطقة القبائل. وقال احدهم: «وصلنا تقرير في 21 ايار عن مقتل عربي مع عدد من أفراد أسرته في غارة استهدفت منزلاً يملكه رجل قبلي ويبعد نحو 25 كيلومتراً من ميران شاه البلدة الرئيسية في اقليم شمال وزيرستان القبلي. وأعلن مسؤولون استخباراتيون حينها ان 6 متشددين قتلوا، فيما تحدث السكان عن سقوط 12 قتيلاً بينهم أربع نساء وطفلان. ومعالجة 6 نساء وطفلين في مستشفى ميران شاه. وأشار المسؤول الاميركي الى ان «ابو اليزيد» كان قائد عمليات «القاعدة»، ويتمتع بسلطة عليا في كل المجالات من التمويل الى تنظيم العمليات المسلحة، و «هو حلقة الوصل الرئيسة مع زعيم القاعدة اسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري الذي كادت غارة تودي بحياته في منطقة القبائل الباكستانية عام 2006. ورأى المسؤول الاميركي أنه «حتى اذا بقي هؤلاء الارهابيون خطرين جداً ومصممين على ضرب الولاياتالمتحدة، فإن تصفية قائد مثل ابو اليزيد يدل على ان مناطق القبائل ليست ملاذاً آمناً للقاعدة وحلفائها»، فيما قال بن فينزكي المحلل في مركز «انتلسنتر» للاستخبارات: «انها اكبر هزيمة تتكبدها القاعدة في السنوات الاخيرة، وسيشعر التنظيم بتأثيرها». وأفاد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بأن «ابو اليزيد هو من حول الاموال من طريق دبي الى محمد عطا ومروان الشحي ووائل الشهري الذين خطفوا الطائرات التي صدمت برجي التجارة العالمية في نيويورك ووزارة الدفاع الاميركية في واشنطن في 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وصرح ليون بانيتا مدير «سي أي أي» بأن الهجمات التي استهدفت «القاعدة» في مناطق القبائل الباكستانية اضطرت بن لادن وزعماء آخرين الى الاختباء أكثر، ما جعل التنظيم غير قادر على التخطيط لعمليات كبيرة. لكن البيت الأبيض حذر الاسبوع الماضي من «مرحلة جديدة» خطرة من تهديدات الارهاب، وذلك بعد المحاولة الفاشلة التي نفذها نيجيري لتفجير طائرة ركاب اميركية في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، ومحاولة اخرى لتفجير سيارة مفخخة في ساحة «تايمز سكوير» بمدينة نيويورك في الاول من أيار (مايو) الماضي. وأعلنت كابول ان موت «اي ارهابي متورط في نشاطات ارهابية في افغانستان او باكستان او عند الحدود يشكل تطوراً يسهم في تقدم القضية»، لكنها شككت في «تأثير» الاعلان على الحرب ضد الارهاب في باكستانوافغانستان. وقال الناطق باسم الرئاسة الافغانية وحيد عمر انه «يجب تحقيق الكثير قبل القول إن هذا الامر يحدث فارقاً».