التقى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه امس، رئيس الحكومة اللبنانية السابق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية فؤاد السنيورة، في حضور سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر. وجدد جوبيه دعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره. وحل السنيورة ضيفاً ايضاً على اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية عشية عودته الى بيروت اليوم. الى ذلك، أكدت مصادر فرنسية متابعة للملف اللبناني ان ثمة قلقاً فرنسياً على الوضع الاقتصادي في لبنان، نظراً الى ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لم يتمكن بعد من تشكيل الحكومة. واعتبرت المصادر ان «لبنان من دون حكومة... معرّض لخطر تدهور اقتصادي وسياسي مقلق». وتمنت المصادر على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان يوجه نداء سياسياً عبر البرلمان اللبناني من اجل الإسراع في تشكيل الحكومة «وهو بإمكانه القيام بدور الحَكَم، لكنه يدخل ايضاً في الحسابات السياسية المختلفة لتشكيل الحكومة، ما يصعّب دوره، لكن فرنسا ترى ان بقاء لبنان من دون حكومة يفاقم المشكلة الاقتصادية في لبنان وهو أمر مقلق». وقالت المصادر ان وزير الاتصالات اللبناني شربل نحاس «يجلس على بليون ونصف بليون دولار ولا يريد تحويلها الى وزارة المال فيما تصريحات وزيرة المال لحكومة تصريف الأعمال (ريا الحسن) حول الوضع الاقتصادي تزيد التشاؤم حول الأوضاع». ولاحظت المصادر ان «الودائع في المصرف المركزي لا تنمو وهناك عجز في ميزان المدفوعات بما لا يقل عن 400 مليون دولار»، وأن «المصارف اللبنانية، التي كانت تشتري سندات بالليرة اللبنانية توقفت عن ذلك، وأصبح المصرف المركزي هو الذي يؤمّن تمويل الدولة عبر شراء سندات بالليرة كي يوفر سيولة للدولة... ومن مخاطر ذلك ان يطبع المصرف نقداً، ما قد يسبب تضخماً». وعبّرت المصادر عن تخوفها من ان يؤدي بقاء لبنان من دون حكومة الى عدم التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته في 31 تموز (يوليو) المقبل، وهو يمثل للأوساط العالمية رمزاً للثقة لأنه تقني جيد ولأنه إذا وصلت مدته الى نهايتها من دون تشكيل حكومة يكون المسؤول نائبه، وهذا واقع غير مطمئن لتلك الأوساط». وأضافت المصادر: «رغم تطمينات الرئيس ميقاتي بأن من أولوياته التجديد لسلامة، هناك انطباع في فرنسا بأن ميقاتي انطلق في مهمته من دون تقييم عواقبها، خصوصاً على ضوء رغبة عبّرت عنها سورية لكل من سليمان وميقاتي و «حزب الله» في مراعاة العماد ميشال عون وما يريده من الحكومة الجديدة». وتابعت: «عدم قدرة ميقاتي الذي تحظى شخصيته بتقدير واحترام في الأوساط الفرنسية، على تجاوز عقدة عون، تعكس خطورة الفراغ السائد على الصعيد الحكومي، إضافة الى الوضع الاقتصادي المتدهور». وزادت المصادر ان «الأوضاع السورية لا شك لها تأثير على الوضع الاقتصادي اللبناني، فالمصدّرون اللبنانيون الى سورية يعانون من غياب العملة الصعبة في هذا البلد، إضافة الى ان الأموال السورية التي تخرج من سورية لا تحوّل الى لبنان بل الى دبي للتخوف من الوضع في لبنان ايضاً». ورأت المصادر ان وضع «حزب الله» حالياً «مضعضع نتيجة ثلاثة عوامل: طرد البحرين للبنانيين العاملين فيها بعد تصريحات (الأمين العام للحزب السيد حسن) نصرالله، ثم الأحداث في سورية وعدم اليقين بالنسبة الى مستقبل النظام السوري وأيضاً لاقتراب موعد إعلان المدعي العام الدولي دانيال بلمار عن القرار الاتهامي بالنسبة لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري». وسألت المصادر عما سيفعله رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري «وكيف ستكون معارضته؟ وكيف ستتعامل مع الأوضاع الراهنة وهو الآن غير موجود في لبنان؟ وهل يستمر الرئيس سليمان على موقف عدم القيام بمبادرة معينة لتوجيه نداء سياسي من اجل تشكيل الحكومة؟ وإلى أي وقت سيستمر ميقاتي في الصبر على عون؟ هذه الأسئلة يطرحها المسؤولون في باريس عن الملف اللبناني في الأوساط العليا».