ازدادت التساؤلات المحيطة بحيثيات الهجوم الذي استهدف بقذائف «هاون» قاعدة حميميم الروسية شرق اللاذقية في سورية في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مع نشر صحافي روسي صوراً تؤكد تدمير طائرات كانت جاثمة في القاعدة أثناء الهجوم. ويتعارض ذلك مع الرواية الرسمية لموسكو التي نفت تعرّض طائراتها إلى أي ضرر على رغم اعترافها بمقتل جنديين في الهجوم. في غضون ذلك، سجلت تطورات ميدانية في شمال سورية، حيث استغلّ تنظيم «داعش» انشغال فصائل المعارضة بالمعارك الدائرة مع القوات النظامية في ريف إدلب، وشنّ هجوماً أمس على مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في ريف حماة الشمالي الشرقي وتمكّن من إحراز مزيد من التقدّم في اتجاه حدود محافظة إدلب التي طُرد منها قبل أكثر من 4 سنوات. ونشر الصحافي رومان سابونكوف في حسابه على «فايسبوك»، صوراً قال إنها لسبع طائرات تضرّرت أثناء الهجوم. وأرفق الصور بتعليق أشار إلى تعرّض محرّكات بعضها لأضرار، موضحاً أن الطائرات المُستهدفة هي 4 قاذفات من طراز «سوخوي-24»، ومقاتلتان من طراز «سوخوي-35 أس»، وطائرة نقل من طراز «أنتونوف-72». وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته صحيفة «كومرسانت» الروسية في وقت سابق نقلاً عن مصدرين عسكري وديبلوماسي، أكدا أن سبع طائرات عسكرية دمِرَت في الهجوم، غير أن وزارة الدفاع الروسية وصفت تلك المعلومات ب «كاذبة وملفقة»، وحمّلت فصائل مسلّحة مسؤولية استهداف المنشأة، وأشارت إلى أن «أجهزة الأمن السورية تبحث عن المتورطين في استهداف حميميم لتصفيتهم، وتتخذ إجراءات لتعزيز حماية القاعدة». وتناقلت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة السورية، «وثيقة مسرّبة» أفادت بأنها صادرة عن شعبة الاستخبارات العامة التابعة للنظام السوري، تتهم مجموعات موجودة في مناطق سيطرته بقصف قاعدة حميميم. وتضمن نص الوثيقة طلب «التحرّي والبحث الفوري عن مجموعة إرهابية توجد في ريف محافظة اللاذقية بمنطقة بستان الباشا حيث قوات الدفاع الوطني ومجموعات مسلحة أخرى، بسبب قيام هذه المجموعة بتوجيه رشقات صاروخية أدت إلى إصابات في قوى ووسائط القوات الروسية الصديقة الموجودة في مطار حميميم العسكري، والتركيز على المجموعات المقربة مما يسمى الحراك العلوي الثوري في المنطقة». ورأى قائد «حركة تحرير الوطن» المنضوية في صفوف «الجيش السوري الحرّ» فاتح حسون، أن صيغة الوثيقة تظهر «تشكيكاً» من جانب النظام في جماعات متحالفة معه «سهّلت الهجوم أو خططت له». وأشار في تصريح أمس، إلى أن «من المعروف أن بستان الباشا تضمّ معارضة تاريخية لآل الأسد»، مضيفاً: «يبدو أن الكتلة الطائفية الصلبة داخل النظام بدأت بالتفكك، وتظهر الجماعات العلوية المناهضة للنظام بأعمال عسكرية ضده بعد أن كانت تكتفي بالعمل السري والبيانات». ميدانياً، كّثفت القوات النظامية السورية هجماتها الصاروخية على قرية الشيخ بركة جنوب محافظة إدلب تمهيداً لاقتحام ناحية سنجار الاستراتيجية شرقاً. وتمكنت هذه القوات من توسيع رقعة سيطرتها على حساب فصائل المعارضة، وسيطرت على قرى المشهد ومريجب المشهد وتل خزنة، بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية المكثفة. تزامن ذلك مع شنّ تنظيم «داعش» هجوماً على معقل ل «هيئة تحرير الشام» تمكن خلاله من السيطرة على قلعة الحوايس شمال غربي المكيمن وخربة رسم التينة. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن «داعش» ركّز في هجومه على المناطق الواقعة شمال رقعة سيطرته الحالية، في محاولة جديدة للوصول إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وإيجاد موطئ قدم له داخل المحافظة التي تعد آخر معاقل المعارضة في البلاد.