أعلنت واشنطن أن الجيش الروسي يعتزم توسيع قاعدته في طرطوس على الساحل السوري، في وقت بدأت موسكو اتصالات جدية مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول سورية. وقوّم الرئيس فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن القومي الروسي نتائج الغارات على سورية التي أسفرت أمس عن مقتل عشرات المدنيين، إضافة إلى سقوط آخرين بقصف القوات النظامية السورية على شرق حلب. (للمزيد) وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إن روسيا تعتزم توسيع وجودها في قاعدتها البحرية في طرطوس في سورية لدعم عملياتها البحرية شرق البحر المتوسط، حيث أقامت نهاية العام الماضي قاعدة عسكرية في مطار حميميم في اللاذقية. وأعلن الكرملين أن بوتين عقد اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، حيث «نوقش تفصيلاً الوضع في سورية، وبخاصة تطورات الأوضاع قرب مدن إدلب وحمص وحلب». وأعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن موسكو بدأت اتصالات مع فريق ترامب حول سورية، معرباً عن «الأمل في أن تبلور الإدارة الأميركية الجديدة مواقف جديدة في التعامل مع الأزمة السورية». وقالت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس بشار الأسد، إن دمشق تريد فتح أقنية اتصال مع ترامب، وإن «المؤشرات جيدة»، في وقت قدّم رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة في مؤتمر صحافي في إسطنبول «مجموعة مطالب للإدارة الأميركية الجديدة»، بينها «سحب إدارة ترامب الاعتراف بشرعية تمثيل حكومة الأسد لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، إضافة إلى ضم الميليشيات الطائفية والعابرة للحدود من إيران والعراق وأفغانستان ولبنان إلى قائمة التنظيمات الإرهابية الصادرة عن الحكومة الأميركية». كما طالب ب «تفعيل تطبيق منطقة حظر جوي لطيران النظام أو منطقة خالية من القصف ضمن المناطق التي يتم تحريرها من تنظيم داعش». ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفعت حصيلة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، إلى 25 مدنياً على الأقل». واستهدف القصف بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف أحياء عدة، بينها المعادي والأنصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس. في إدلب المجاورة، قال «المرصد» إن طائرت حربية «استهدفت مواقع للفصائل غرب قرية الرويحة بجبل الزاوية في ريف إدلب، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل بريف إدلب، كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على الأقل على مناطق في بلدة سراقب وأطرافها بريف إدلب الشرقي». وأفاد بمقتل ستة مدنيين على الأقل من عائلة واحدة بينهم طفلان، في قصف جوي روسي استهدف قرية كفر جالس في ريف إدلب الشمالي. وكانت الطائرات الروسية قصفت كفر جالس مساء الثلثاء أيضاً، متسببة في مقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في كفر جالس، بأن القصف استهدف الحي ذاته الذي قُتل فيه مدنيون الثلثاء. وفي نيويورك، استعد مجلس الأمن ليل أمس لتمديد ولاية آلية التحقيق المشتركة في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية لفترة سنة إضافية مع الاحتفاظ بحق «المجلس تمديدها وتطويرها، كما يرى مناسباً». واعتزم المجلس التصويت على تمديد القرار 2235 الذي وضع أسس الولاية المشتركة التي تضم كل من «بعثة تقصي الحقائق» في استخدام الأسلحة الكيماوية «ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية». ويطلب المجلس في قراره الجديد من الآلية المشتركة أن تنخرط مع الدول الإقليمية المعنية سعياً وراء تعريف هوية الكيانات والأفراد ذوي العلاقة بما توصلت إليه الآلية من استنتاج حول استخدام كل من الحكومة السورية و «داعش» الأسلحة الكيماوية المحظورة. ويطلب المجلس من الآلية المشتركة أن تقدم تقريراً في غضون 90 يوماً، واستكمال التقارير التي تراها مناسبة. ويعطي القرار الآلية المشتركة صلاحية التحقيق في أية معلومات إضافية أو أدلة ذات علاقة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية.