قتل ثلاثة يمنيين في مدينة تعز أمس وأصيب العشرات في مواجهات بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين من الطلاب والمعلمين المطالبين بصرف حقوقهم المالية المتأخرة والداعين إلى تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس في محافظتي تعز والحديدة إلى حين تلبية مطالبهم. وخرجت مسيرات شبابية وشعبية في العاصمة صنعاء ومحافظات الضالع وشبوة وذمار والبيضاء وإب، تضامناً مع حركة المعلمين في تعز والحديدة، كما طالبت برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. في غضون ذلك، تستضيف الرياض اليوم القمة التشاورية السنوية ال13 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وسيكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رأس مستقبلي القادة. وتعقد القمة في ظروف بالغة الدقة، في العالم العربي. ويتوقع أن تناقش التدخل الإيراني في شؤون البلدان الخليجية في انتهاك للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار، اضافة الى المواضيع الخليجية ومسار تنفيذ قرارات قمة مجلس التعاون الاخيرة. ويرى المراقبون أن التصدي لهذا التدخل لم يتجسد في مملكة البحرين وحدها، بل حرصت دول المجلس على وقف نزيف الدم في اليمن والحفاظ على وحدته واستقراره. من هنا كانت المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية، وما زالت الاتصالات مستمرة مع كل الأطراف لتحقيق التوافق اليمني. وفي هذا الإطار تلقى خادم الحرمين رسالة من الرئيس علي عبدالله صالح، لم يكشف مضمونها. في الوقت نفسه، أكدت مصادر طبية في محافظة تعز (جنوب صنعاء) ل «الحياة» أن ثلاثة من المعلمين المعتصمين قتلوا أمس برصاص قوات الأمن، ليرتفع عدد القتلى بينهم إلى خمسة، بعد مقتل اثنين أول من أمس. وأوضحت المصادر أن نحو 50 آخرين جرحوا أيضاً بالرصاص الحي، في حين أصيب ما يقرب من 300 شخص بحالات اختناق، نتيجة استخدام قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع أثناء محاولتها تفريقهم. وقال شهود إن قوات الأمن شنت حملة ملاحقات اعتقلت خلالها العشرات من المحتجين وبينهم طلاب دون السن القانونية. وقالت مصادر محلية إن المسيرة الحاشدة التي خرجت في مدينة تعز أمس جابت عدداً من الشوارع، تضامناً مع المعلمين المعتصمين أمام مكتب التربية، ونددت باستمرار الجرائم ضدهم، كما رفعت لافتات تطالب بملاحقة الجناة ومحاكمتهم. والتحق عدد من المتظاهرين باعتصام المعلمين في شارع جمال وسط المدينة. وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية إن نحو 15 شخصاً بينهم امرأة أصيبوا بجروح، اثنان منهم بحال خطرة. وأضافت أن مسلحين مدنيين من أنصار الرئيس صالح ترافقهم قوات أمن هاجموا مسيرة احتجاجية في مدينة بيت الفقيه التابعة لمحافظة الحديدة كانت تطالب برحيل النظام ومحاكمة رموزه، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة وطلاب جامعة الحديدة الذين دعوا إلى وقف الدراسة استجابة لدعوات العصيان المدني. وقالت مصادر طالبية ل «الحياة» إن قوات الأمن حاولت فض اعتصام الطلاب في كلية التربية بمدينة زبيد، فأطلقت الرصاص الحي في الهواء واستخدمت الهراوات لتفريقهم قبل أن تعتقل عدداً منهم حاول منع رئيس الجامعة من مغادرة مكتبه.