تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، خلال عرض عسكري ضخم في الساحة الحمراء وسط موسكو، إحياءً لذكرى النصر على ألمانيا النازية العام 1945، تزويد الجيش أحدث أنواع السلاح، والمضي قدماً في المساعي لإصلاحه، لكنه شدد أيضاً على التزام بلاده السلام والاستقرار في العالم. وتحت أنظار مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين اللذين جلسا في منصة الشرف أمام ضريح فلاديمير لينين، شارك في العرض 20 ألف جندي، تبعتهم مئة قطعة سلاح، بينها عشرات المدرعات ودبابات «تي-90» ومروحيات وأحدث نماذج لصواريخ «توبول - أم» العابرة للقارات، فخر الصناعة النووية الروسية. ولم تشارك مقاتلات في العرض. وقدّرت مصادر كلفة العرض العسكري في موسكو ومدن أخرى روسية، بنحو 43 مليون دولار، ما أثار تساؤلات حول جدواه، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية. لكن مدفيديف قال لمجموعة من قدامى مقاتلي الحرب العالمية الثانية: «العروض العسكرية تؤدي دوراً إرشادياً في بلادنا». واستأنف الكرملين منذ العام 2008، تقليد الاستعراض العسكري إحياءً لهذه الذكرى المهمة في الوعي الروسي، والتي اعتبرها مدفيديف «الأكثر قداسة»، مع استعادة البلاد الثقة بذاتها. وقال: «مع مرور الزمن، يتزايد الوعي بالإنجاز الذي حققه ذلك الجيل، وشجاعته وتصميمه وتضحيته». لكن المحلل العسكري ألكسندر غولتز اعتبر أن معظم الأسلحة الروسية «طُوِّر قبل 20 سنة، ويُنتج الآن بكميات ضئيلة». لذلك، تعهد بوتين إنفاق 20 تريليون روبل (718 بليون دولار)، على مدى السنين العشر المقبلة، لتجديد الترسانة الروسية وجعل الجيش محترفاً. وأعلن مدفيديف ان «الدولة ستبذل أقصى جهد ممكن، لضمان كرامة القوات المسلحة، بحيث تُحدَّث وتتزوّد الأجهزة الأكثر تطوراً». وتابع في خطاب خلال العرض: «روسيا متمسكة بحزم الآن، بمبادئ التعاون السلمي، وتدعو في شكل راسخ الى نظام أمني، كما تساهم في جهود الحفاظ على الاستقرار في العالم». ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في آذار (مارس) 2012، تزداد التكهنات في شأن احتمال ترشح مدفيديف وبوتين، أو توصلهما الى تسوية تتيح استعادة الأخير منصبه السابق.