بلغ المعدل السنوي لنسبة غاز ديوكسيد النيتروجين 58 ميكروغراماً في المتر المكعّب من الهواء في بيروت، في حين أن المعدّل الأقصى الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية لوجود هذا الملوّث هو 40 ميكروغراماً في المتر المكعّب. أما الجزيئيات التي تنجم عن غبار الشوارع، واستعمال المكابح، واحتكاك إطارات السيارات بالأرض، إضافة إلى الاشتعال غير المكتمل للوقود، فتخطّت المستويات المقبولة بنسبة مئة في المئة، وذلك وفق دراسة أعدتها الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية وجامعة القديس يوسف، وبتمويل من منطقة إيل دو فرانس. وخلصت الدراسة الى أن وسائل النقل هي أكبر مسبّبات التلوّث، وقد فاقم في ضررها الازدحام المروري ومئة ألف سيارة جديدة ومستعملة تبُاع في لبنان سنوياً. علماً أن نسبة السيارات للأفراد في لبنان، أعلى منها في تركيا، وموازية للنسبة ذاتها في اليابان. وتبثّ كل سيارة سنوياً أكثر من طن من الملوّثات التي تستلزم مواجهتها زرع 160 شجرة. كما يساهم في المشكلة بناء أبنية عالية في شوارع ضيقة. واقترح خبراء عدداً من الحلول السريعة والبعيدة الأمد، منها فرض أوقات متأخرة لبدء العمل، وتنظيم قطاع النقل العام، إضافة إلى استعمال بدائل الوقود والعربات الأيكولوجية وبناء شبكة قطارات كهربائية وخطوط باصات.