لندن- يو بي آي- كشفت صحيفة الغارديان أن عشرات المهاجرين الأفارقة لقوا حتفهم من الجوع والعطش في البحر الأبيض المتوسط، بعدما تجاهلت وحدات عسكرية أوروبية ومن منظمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) صرخاتهم طلباً للمساعدة. وقالت الصحيفة إن سفينة تحمل 72 شخصاً، بينهم العديد من النساء والأطفال الصغار واللاجئين السياسيين، واجهت مشاكل في أواخر آذار'مارس الماضي بعدما غادرت العاصمة الليبية طرابلس باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية، وعلى الرغم من توجيهها إنذارات لخفر السواحل في ايطاليا واتصالها بمروحية عسكرية وسفينة حربية تابعة لحلف الأطلسي طلباً للنجدة، لم تجر أي محاولة لإنقاذها. وأضافت أن 11 شخصاً توفوا من الجوع والعطش بعد أن جنحت السفينة في المياه المفتوحة لمدة 16 يوماً، قبل أن يرتفع العدد لاحقاً إلى 61 شخصاً. ونسبت إلى أحد الناجين ويدعى أبو كركي قوله "كنا نستيقظ كل صباح لنجد المزيد من الجثث، وكنا نتركها لمدة 24 ساعة قبل أن نرميها في البحر، لكن بحلول الأيام الأخيرة لم نكن نعرف مصيرنا.. والجميع كان يصلي أو يموت". وقالت الصحيفة إن السفينة، وحسب تحقيقاتها، أبحرت من طرابلس في 25 آذار'مارس الماضي وعلى متنها 72 مهاجراً، 47 من أثيوبيا و 7 من نيجيريا و 7 من اريتريا و 6 من غانا و 5 من السودان، وكان بينهم 20 إمرأة وطفلين، لكنها واجهت مشاكل بعد 18 ساعة من الإبحار. وأضافت أن السفينة أطلقت نداءات استغاثة قادت إلى اقتراب مروحية عسكرية منها زودت المهاجرين بزجاجات المياه وعلب البسكويت وطلبت منهم البقاء في مكانهم بانتظار وصول قارب الإنقاذ لمساعدتهم قبل أن تغادر، غير أن قارب الإنقاذ لم يصل. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمواج جرفت سفينة المهاجرين إلى شاطئ قريب من بلدة زليتن المجاورة لمدينة مصراتة في العاشر من نيسان'ابريل الماضي، وكان 11 مهاجراً من أصل ركابها البالغ عددهم 72 الذين بدأوا الرحلة على قيد الحياة، واعتقلتهم قوات العقيد معمر القذافي واحتجزتهم لمدة أربعة أيام قبل أن تخلي سبيلهم. وسببت الاضطرابات السياسية والأزمات السياسية في شمال أفريقيا هذا العام ارتفاعاً كبيراً في عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، وتمكن 30 ألف مهاجر من الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال الأشهر الأربعة الماضية في حين توفي عدد كبير من المهاجرين خلال الرحلة، واعتُبر أكثر من 800 مهاجر من جنسيات مختلفة في عداد المفقودين بعدما غادروا ليبيا الشهر الماضي في قوارب باتجاه أوروبا.