في إطار الجهود المبذولة لتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين، وتمكين المرأة عبر تنمية قدراتها ومؤهلاتها لتتبوّأ عضوية مجالس الإدارة وتلعب دوراً فاعلاً في نموّ الشركات، أطلقت «مؤسّسة التمويل الدولية» بالشراكة مع «تميَّز» وبالتعاون مع «الرابطة اللبنانية لسيّدات العمل»، وللمرة الأولى في لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، برنامجاً نموذجياً للمرأة في مجالس الإدارة بعنوان «وومن أون بوردز». ويهدف البرنامج إلى تمكين المرأة وتدريبها وتأهيلها، لتتمكّن من تبوّء مناصب قيادية، بينها عضوية مجالس الإدارة لدى الشركات والمؤسّسات الفاعلة، لتصبح شريكةً فاعلةً في عملية صنع القرار وتلعب دوراً رياديّاً في قطاع المال والأعمال. واعتمد معيار اختيار المشاركات على المستوى العلمي المتقدّم لكل امرأة، ريادتها في قطاع المال والأعمال ومدى مساهمتها في المجتمع المحلي. وانطلق البرنامج بسلسلة ورش عمل عُقدت في «لو غراي» في بيروت بمشاركة مدرّبين وخبراء دوليّين متخصّصين في مجال تمكين المرأة وريادة الأعمال. وتمحورت الورش، التي استهدفت 20 سيّدة بارزة في مناصب قيادية، حول اختلاف الوظائف الدماغيّة بين الرجال والنساء والقوالب النمطية، وسُبل تميّز المرأة كعضو أساس في المجالس، كما تطرّقت إلى أهمية تذليل المعوّقات التي تحول دون وصول المرأة إلى مراكز قيادية. ويطمح البرنامج إلى تنظيم أكثر من ورشة عمل خلال العام الحالي، يستهدف كل منها 25 سيدة من سيدات الأعمال من لبنان. وعلى أثر النجاح المميّز الذي حقّقه البرنامج في لبنان، سيطلق قريباً برنامج «المرأة في مجالس الإدارة» إقليميّاً على صعيد كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقالت المدير العام عضو مجلس الإدارة في شركة «تميّز» ريتا رزق: «لا يستقيم العمل من دون مشاركة العنصر النسائي في الدورة الاقتصادية، إذ أثبتت التجارب والدراسات أن معظم الشركات المميزة والرائدة عالمياً، تتربّع في مراكز صنع قرارها، سيّدات أتقنّ فنون الإدارة وتفوّقن على الرجل في قطاعاتٍ عدة». وشددت على أن «برنامج المرأة في مجالس الإدارة يهدف بالدرجة الأولى إلى تمكين المرأة وتطوير إمكاناتها، بما يساهم في تعزيز مسار التنمية وتحقيق النموّ المنشود». واعتبرت رئيسة «الرابطة اللبنانية لسيدات العمل» أسمهان زين أن «البرنامج سيشكّل زخماً إضافياً لمسار الحقوق والامتيازات التي تسعى لتحقيقها الجمعيات النسائية والأفراد المناصرين لقضايا المرأة، كما يتيح الفرصة أمام الرائدات للتميّز وتشارك الخبرات وتوسيع شبكة معارفهنّ، وبالتالي تحفيزهن على تولي مناصب قيادية، سواء داخل الشركات التي يعملن بها أو خارجها». وعرض مسؤول حَوكَمة الشركات في «مؤسّسة التمويل الدولية في لبنان» يحيى الحسيني نتائج دراسة أُجريت في الأردن، وأظهرت أن الشركات التي تتبوّأ السيّدات فيها مراكز إدارية، حقّقت عائداً مضاعفاً على حقوق الملكية، وأعلى 3 مرات على الأصول. وأضفت مشاركة وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان غنًى على الورش التي توّجت بجلسة نقاش أدارتها نائب المدير العام رئيسة وحدة الاستراتيجيات وإدارة الأخطار في «بنك الاعتماد اللبناني» ندى رزق الله، وتحدّث فيها رئيس «تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم» فؤاد زمكحل، ووزير الاقتصاد والتجارة السابق آلان حكيم، والمدير العام لشركة «كومرشال للتأمين» روجيه زكار.