قلل خبراء أمنيون ومختصون في الجرائم المعلوماتية من أهمية اختراق «حساب المواطن»، الذي تعرض لعملية قرصنة من «هكر» قطريين أطلقوا على أنفسهم مسمى «صقور قطر»، بهدف نشر تغريدات كاذبة عن البرنامج والهدف من إنشائه، مؤكدين أن ما يعرف ب«الهجوم الغشماء» أو«الأسياد الإلكتروني» يستطيع أي من الهكر اختراق حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يتطلب حمايتها رقماً سرياً قوياً، بخلاف المواقع الإلكترونية التي يتطلب اختراقها أساليب أكثر تعقيداً ووجود ثغرات أمنية، فيما يرى الخبراء في حديثهم ل«الحياة» أن عملية الاختراق فعل معيب وتعاقب عليه الأنظمة بعقوبات صارمة تراوح بين السجن والغرامات المالية. وكانت إدارة «حساب المواطن» أعلنت استعادة حسابها الرسمي على «تويتر»، بعد تعرُّضه لعملية اختراق، صباح أمس (الثلاثاء)، وقالت «جارٍ التعامل مع المخترقين وفق القنوات الرسمية». ويرى الخبير في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية محمد السريعي، أن حسابات مواقع التواصل الاجتماعي يمكن اختراقها بسهولة، منوهاً في الوقت ذاته إلى وجود عدد من الطرق لاختراقها والتي في الغالب تتم من طريق قرصنة الرقم السري للحساب. وقال: «إن من إكثر الطرق المتعارف في اختراق حسابات مواقع التواصل الاجتماعي ما يعرف ب(هجوم الغشماء)، وهو من أسهل الطرق للاختراق، إذ يتطلب تخمين وتجريب عدد من الأرقام السرية ليتمكن من دخول الحساب واختراقه». وأشار الخبير في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية إلى أن اختراق «حساب المواطن» كان لحساب خدمات العملاء وهي الطريقة الأخرى والتي تعرف باسم «الأسياد الإلكتروني»، إذ يتمكن الهكر من إرسال روابط معينة أو رسائل إلكترونية تكون بمثابة الثغرات التي يدخل من خلالها للحساب واختراقه، أو إنشاء صفحات مزورة تكشف الأرقام السرية للحساب المراد اختراقه. وأردف السريعي قائلاً: «إن الهدف من اختراق حساب المواطن وتحديداً حساب خدمات العملاء كان بهدف نشر الأكاذيب والإشاعات، وهي من الجرائم المعلوماتية التي يحاسب عليها النظام بعقوبات صارمة، منها السجن خمس سنوات، إضافة إلى الغرامات المالية، مؤكداً أن أفضل الطرق لحماية الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تكون من طريق التحقق الثنائي، والذي يتطلب إرسال رسالة نصية لهاتف الجوال الموثق للحساب لدخوله، أو من طريق وجود كلمة سر قوية ويصعب تخمينها. وأضاف الخبير في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية: «أن السعودية لديها درع قوي وحصن منيع ضد الهجمات الإلكترونية، بحيث عملت على إنشاء مركز أمن المعلومات الذي يعد خط الدفاع القوي لجميع الأجهزة الحكومية ودرعاً لصد أي هجمات»، لافتاً إلى أن الدفاعات الاستباقية الإلكترونية للسعودية قادرة على صد أي نوع من الهجمات، متوقعاً أن تكون الهجمات الإلكترونية في 2018 قليلة. إلى ذلك، أكد الخبير الأمني الدكتور أنور عشقي في حديثة ل«الحياة»، أن السعودية لديها من الدفاعات الإلكترونية المؤهلة والقادرة على صد أي هجوم الكتروني، وقال: «إن السعودية تجهزت منذ أكثر من 30 عاماً من خلال تدريب كوادر وطنية للتعامل مع التقنيات الحديثة، وتشكل دفاعات قوية يصعب اختراقها». وأشار عشقي إلى أن الحروب الإلكترونية تعد من سمات هذا العصر نتيجة للتطور في هذا الجانب، مقللاً مما حدث من اختراق معرف «حساب المواطن» على مواقع تواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال: «إن العملية معيبة في حق فاعلها وسيتم ملاحقته قضائياً، ولا تعد أكثر من عبث فردي لمجموعة من الهكر». من جانبه، أشار المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري إلى أن ما حدث ل«حساب المواطن» على موقع «تويتر» غير مستبعد من النظام القطري، إذ حدثت مواجهات إلكترونية قبل ذلك وهي محاولة من نظام الدوحة لإظهار نفسه فقط، مشدداً على أن السعودية تتعرض باستمرار للهجمات الإلكترونية، وتعد هذه الهجمات الإلكترونية نوعاً من أنواع الحروب وهي الأشرس، ولكن السعودية استطاعت بناء درع قوي ومتين للتصدي لمثل هذه الهجمات.