عبّرت باكستان اليوم (الأربعاء) عن «خيبة أمل» من الموقف الأميركي الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، إذ قال الأول إن باكستان شكّلت «ملاذاً للإرهابيين» الذين يزعزعون أمن افغانستان، فيما قال الثاني إنها قد تفقد وضعها كحليف رئيس للولايات المتحدة، في حال لم تعمل على تغيير سياستها ازاء «طالبان» افغانستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: «ليس هناك بلد في العالم عانى من آفة الارهاب كما عانت باكستان، وغالباً عبر أعمال منظمة تتجاوز حدودنا. لذا فمن المخيب للآمال أن تتجاهل التصريحات الأميركية التضحيات الجسام للأمة الباكستانية». وكان ترامب قال الإثنين إنّ باكستان «ستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين» يزعزعون أمن أفغانستان المجاورة، مشدداً على أن هذا الوضع يجب أن يتغيّر «فوراً». لكنّ إسلام آباد رفضت هذه الاتهامات، وقالت الخارجية الباكستانية في بيانها الأربعاء إنّ «باكستان لا تسمح باستخدام أراضيها ضد بلد آخر. بدلاً من الاستناد إلى مزاعم خاطئة عن إيواء (إرهابيين)، يجب على الولاياتالمتحدة العمل مع باكستان بهدف استئصال الإرهاب»، داعية إلى «السلام والاستقرار في افغانستان»، ومؤكدة «رغبة باكستان المستمرة في العمل مع المجتمع الدولي على القضاء على آفة الارهاب». أما تيلرسون فقال أمس رداً على سؤال صحافي عما اذا كانت واشنطن مستعدة لخفض مساعدتها، وفرض عقوبات، وحتى التوقف عن اعتبار باكستان حليفاً أساسياً غير عضو في الحلف الاطلسي: «كل هذه الامور مطروحة على الطاولة في حال رفضوا تغيير تصرفاتهم او تعديل مقاربتهم ازاء العديد من المنظمات الارهابية التي تجد ملجأ لها في باكستان». وتابع: «لدينا بعض وسائل الضغط، أكان في اطار المساعدات او بالنسبة الى وضعهم كشريك غير عضو في الحلف الاطلسي، كل ذلك يمكن ان يعاد البحث فيه». وباكستان هي واحدة من 16 دولة تستفيد حالياً من هذا الوضع المميز الذي يتيح اقامة تعاون عسكري وثيق مع الولاياتالمتحدة. ورفض تيلرسون الرد بشكل واضح حول ما اذا كان يمكن ان توجه الولاياتالمتحدة ضربات جوية في باكستان، واكتفى بالقول «ان الرئيس (دونالد ترامب) قال بشكل واضح جداً بأننا سنواجه الارهابيين اينما كانوا». وشدد تيلرسون على البعد «الاقليمي» للاستراتيجية الاأيركية في افغانستان والتي تشمل باكستان والهند أيضاً، وقال ان «الهدف منها الضغط على طالبان لكي يفهموا انهم لن ينتصروا على أرض المعركة». وختم بالقول: «بامكان باكستان أن تلعب دوراً مهماً لدفع طالبان الى طاولة المفاوضات». واستبق الجيش الباكستاني الاثنين خطاب ترامب باعلانه ان باكستان، الداعمة لحركة طالبان، لن تؤوي بعد الان "أي بنية تحتية لأي منظمة ارهابية". وعلقت وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي مساعدات عسكرية بقيمة 50 مليون دولار لباكستان، معتبرة أن إسلام اباد لا تبذل جهوداً كافية لمكافحة شبكة حقاني المتحالفة مع حركة طالبان الأفغانية. لكن الصين التي تستثمر حوالى 50 بليون دولار في باكستان، دافعت عن حليفتها اسلام اباد قائلة ان جارتها تستحق دعماً من المجموعة الدولية بعد «التضحيات الكبرى» التي قدمتها في مكافحتها التطرف. من جهتها رحبت الرئاسة الافغانية الثلاثاء بقرار ترامب العدول عن اي انسحاب لبلاده من افغانستان ممهدا الطريق امام ارسال جنود اضافيين، في وقت توعدت حركة طالبان الأميركيّين ب«مقبرة جديدة» رداً على هذا الاعلان. وقال الرئيس الافغاني أشرف غني خلال زيارة للقوات الافغانية في قندهار، مهد حركة طالبان الافغانية، «إنه يوم تاريخي بالنسبة الينا. اليوم اثبتت أميركا انها تقف معنا بدون اي مهلة زمنية». وتوجه لحركة طالبان بالقول «لا يمكنهم الانتصار في هذه الحرب. أبواب السلام والمفاوضات مفتوحة أمامكم». لكن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال في بيان «اذا لم تسحب الولاياتالمتحدة جنودها من افغانستان، فإن افغانستان ستصبح قريباً مقبرة اخرى لهذه القوة العظمى في القرن الواحد والعشري». وأضاف: «طالما هناك جندي اميركي واحد على ارضنا، وطالما انهم مستمرون بالحرب ضدنا، سنستمر في جهادنا».