بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع أعضاء المكتب الرئاسي ل «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري في مستجدات الأزمة السورية وتنسيق الجهود المبذولة من أجل دعم المسار السياسي لتسوية الأزمة، بحضور أعضاء من «منصة القاهرة» للمعارضة في مقر وزارة الخارجية. تمّت المحادثات في اجتماع موسّع هو الأول من نوعه منذ توحيد وفد المعارضة السورية التفاوضي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأكد شكري استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سورية، بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الذي كان ومازال يعاني من ويلات الاقتتال والدمار. وشدد على ضرورة استئناف المفاوضات الجارية تحت رعاية الأممالمتحدة في جنيف على أساس مرجعيات الحل السياسي في سورية وأهمها القرار 2245، مع الترحيب بأي مبادرات أخرى مطروحة «طالما تأتي لتعزيز هذا الإطار». واتفق شكري مع أعضاء المكتب على مواصلة التشاور والتنسيق في شأن استحقاقات المرحلة المقبلة، معرباً عن تطلع مصر لإحراز تقدم في العملية السياسية، ومطالباً الأطراف السورية كافةً والأطراف الفاعلة في الأزمة بتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد، ودعم الوفد التفاوضي الموحد. ولفت الناطق باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، إلى أن الوزير شكري أشاد بجدية وفد المعارضة السورية وتنظيمه خلال جولات جنيف الأخيرة بعد توحيد صفوفها، خصوصاً وأنها باتت تمثل طيفاً أوسع من القوى والتيارات السياسية السورية. وأشار أبوزيد إلى أن «الهيئة» ورئاستها أعربوا عن تقديرهم لدعوتهم واستقبالهم في القاهرة، مؤكدين أنهم حرصوا على مشاركة جميع أعضاء المكتب الرئاسي في هذا اللقاء، تقديراً للدور المحوري الذي لعبته مصر في تشكيل وفد تفاوضي موحد من تنظيمات المعارضة السورية كافة. وأشاد الوفد بالدور المصري المهم والمتوازن تجاه الأزمة السورية منذ بدايتها على الصعيدين السياسي والإنساني، إضافة إلى المساهمة في إقرار عدد من مناطق خفض التوتر، وفق الناطق باسم الخارجية. وقال عضو الهيئة فراس الخالدي: إن «لقاء القاهرة جزء من جولة عربية وأوروبية تشمل بلداناً عدة بما فيها الولاياتالمتحدة»، موضحاً أن الهيئة لم تتلقّ دعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تسعى روسيا إلى عقده في مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري. وقال الخالدي: «إذا وصلتنا دعوة سنرى البرنامج وبعدها نقرر». وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي استقبل وفد الهيئة في عمّان يوم الأحد الماضي، واتفق الطرفان على ضرورة الدفع بمفاوضات جنيف نحو تحقيق أهدافها في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية السورية.