قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي، إن زيارة رئيس قبرص نيكوس اناستاسيادس إلى المملكة تبرز حقيقة انفتاح السياسة السعودية على العالم، وتوضح ما حققته هذه السياسة خلال تعاطيها مع كثير من الملفات الإقليمية والعالمية على مدى أعوام قليلة. وأوضح الحارثي في اتصال ل«الحياة» أمس (الاثنين) «أن زيارة الرئيس اناستاسيادس هي زيارة تاريخية، بخاصة أنها الأولى لرئيس قبرصي إلى المملكة، ولها دلالات، فنحن نتحدث عن أول رئيس قبرصي يزور المملكة العربية السعودية، وفي تقديري يمكن النظر إليها من زاويتين، أولاً لا يمكن قراءتها أو تحليلها بمعزل عن قراءة أو تحليل ما يحدث في المنطقة من تطورات، من ناحية أخرى فهي تعكس سياسة المملكة التي تنزع إلى الانفتاح وتؤمن بأهمية العلاقات مع الدول كافة بما يحقق مصالحها، وفي تقديري ربما أن هاتين الزاويتين هما اللتان تتحدثان بوضوح عن تفسير هذه الزيارة، الأولى تتعلق بالتطورات الإقليمية، والثانية تتعلق بالسياسة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان». وأضاف «أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيعقد جلسة محادثات مع رئيس قبرص اليوم (الثلثاء)، وعلينا أن نتحدث عن تراكمية هذه العلاقة حينما نتناول هذه القمة بالتحليل، وأنا أتصور أن هذه القمة ستدفع بالعلاقات المشتركة نحو مرحلة جديدة، بخاصة ونحن نتحدث عن تعاون في مجالات الاستثمار والاقتصاد والسياحة، وأيضاً في تقديري هناك ملفات كثيرة ستثار بالتأكيد، وهناك تقدير قبرصي واضح لمكانة القيادة في المملكة وثقلها». وعن أهم الملفات على طاولة القمة السعودية - القبرصية اليوم، قال الحارثي: «يبدو أن هناك ملفات ستتناول أزمات قبرص التي ترتبط بعلاقاتها الخارجية، وأنا أتصور وجود اهتمام كبير بهذه الزيارة، كما أنها ستناقش الكثير من الملفات، إضافة إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين». وأشار إلى أنه «على رغم أن قبرص غير بعيدة جغرافياً عن المملكة العربية السعودية، إلا أن العلاقات المشتركة كانت أيضاً بعيدة، على رغم أن التعاون الأمني واللوجستي موجود بين الجانبين، لكن القيادة السعودية ترسم حالة جديدة من التموضع في المنطقة بخاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، ودور دول الاعتدال في هذه الحرب، وهناك توجه واضح من قبرص ومعها اليونان لدعم جهود المملكة في هذا الجانب، وهما منخرطتان في هذا التوجه، وأتصور أن مثل هذه الزيارة ستدفع باتجاه تعزيز هذا الاتجاه، والنقطة الأهم هي إحياء علاقة مشتركة مميزة بين المملكة العربية السعودية وقبرص، خصوصاً أن هناك فرصاً كبرى في قبرص الآن في ما يتعلق بالاستثمار والسياحة وغيرها، وأيضاً لدور قبرص كدولة فاعلة في الاتحاد الأوروبي، والزيارة مهمة ليست فقط للبلدين بل لكثير من دول المنطقة أيضاً». وعن رؤيته لما تعول عليه القيادة القبرصية خلال زيارتها إلى الرياض اليوم، قال الحارثي: «هناك تعويل كبير من الجانب القبرصي على نتائج الزيارة، وألاحظ منذ فترة أن الجانب القبرصي لديه قناعة تامة أن المملكة العربية السعودية تستطيع القيام بدور مؤثر في كثير من الملفات التي تتعلق بالعلاقات القبرصية الخارجية، والجانب السعودي دائماً لا يتأخر عن مساعدة الدول كافة إن كان في إمكانه القيام بهذا الدور، والجانب القبرصي كما السعودي أبرز اهتماماً كبيراً بتفعيل العلاقات المشتركة بين البلدين، وتوظيف هذه العلاقات في خدمة الجانب القبرصي». وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، على أن زيارة رئيس قبرص اليوم إلى المملكة هي «عنوان عريض لنجاح الدبلوماسية السعودية في الانفتاح على كل دول العالم، إذ يلمس الجميع وجود تفاعل في هذه الدبلوماسية وحراك ومبادرة وبحث عن ما يحقق مصالح المملكة، وهناك كمثال أكثر من 30 أو 40 زعيماً أفريقياً زار المملكة خلال العامين الماضيين، إضافة إلى زيارة البطريريك بشارة الراعي، واليوم أول رئيس قبرصي يزور المملكة، وجميعها دلالات على نجاح هذه الدبلوماسية، وقوتها في التأثير على صنع القرار الإقليمي والعالمي».