تعهد الرئيس السوداني عمر البشير تطوير القدرات القتالية للجيش «لتكون قوتنا قوة ردع تمنع مجرد التفكير في الاعتداء على بلادنا أو التطاول على سيادتها ومواردها»، داعياً المعارضة إلى الانضمام للوثيقة الوطنية للمصالحة والسلام. وقال البشير أمام حشد في باحة القصر الرئاسي بمناسبة مرور 62 سنة على استقلال البلاد، إن «التمسك بالحوار منهجاً وبالسلام غاية لم ولن يمنعنا من بذل كل الجهد المطلوب لبناء وتطوير قدراتنا العسكرية ردعاً وقتالاً وفق منظومة دفاعية متطورة تردع كل مَن تسول له نفسه النيل من مقدرات شعبنا». وأضاف: «السلام والوفاق الذي لا تحرسه القوة سيكون عرضة للإجهاض ومن ثم الانهيار لاسيما من قوى التربص الخارجي الطامعة في موارد بلادنا، لذلك سيظل هدفنا مُشرعاً ومشروعاً لبناء القوة الذاتية للسودان وفق أعلى معايير الجودة والتميز عددياً وتنظيمياً وتسليحياً وردعاً». وأعلن البشير بدء تنفيذ مشروع وطني شامل لتطوير قدرات البلاد العسكرية والقتالية، وزاد: «أصبح لبلادنا بفضل ذلك جيش مهني محترف يتمتع بالجاهزية لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد وحماية أراضيها». وجدد تعهداته بتنفيذ ما تبقى من توصيات طاولة الحوار الوطني، وصولاً إلى استقرار البلاد، كما جدد الدعوة للممانعين والمعارضين إلى الالتحاق بوثيقة الحوار، موضحاً أن الوثيقة وفرت فرصة تاريخية لتوطيد السلام الاجتماعي وتطوير آليات إدارة التنوع للخروج من الجهوية والتنازع الأهلي والمناطقي وتعميق الشورى والديموقراطية». وأثنى البشير على كل مَن دعم وساند رفع العقوبات عن السودان، لاسيما السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان ودول المغرب العربي، إلى جانب وقفة الدول الأفريقية عبر اتحادها ومواقفها الثنائية، في مقدمها إثيوبيا وتشاد وجنوب أفريقيا ورواندا. ورأى أن العقوبات التي فرضت على بلاده هدفت إلى منع السودان من تحقيق انطلاقته التنموية الكبرى بدوافع بعضها إقليمي والآخر دولي. وأكد النجاح في رفع المقاطعة الأميركية «بعد حوار جاد وبنّاء استمر منذ عام 2003، اعترفت فيه كل دول العالم بأن السودان ليس فقط لا يرعى الإرهاب ولا يدعمه، لكنه ركيزة أساسية في مكافحته». إلى ذلك، دفعت الحكومة التشادية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة «كري» لحماية المعدّنين السودانيين من هجمات مسلحين قبليين نفذوا اعتداءات على المنقبين قبل أيام وقُتل 12 سودانياً وأُصيب 17 آخرون بجراح خطرة في هجوم نفذه مسلحون تشاديون الإثنين الماضي على معدّنين في مناجم الذهب بمنطقة «كري» التشادية المتاخمة للحدود مع ليبيا.