حذّر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية غازي العريضي من «الفتن التي تلوح في لبنان من اكثر من مكان»، وقال: «لم نرَ مثل الحالة التي نعيشها اليوم بعدما اصبحنا بغاب بلا شريعة وفوضى، وليس ثمة من يحاسب أو يراقب، فالمشاعات مفتوحة للناس وكذلك الأملاك البحرية والخصوصيات، وحتى الوزارات معتدىً عليها، ولا يكفي رفع شعار العبور إلى الدولة بل نحتاج إلى رجال دولة لا تضيّع الوطن في الزواريب والحسابات الضيقة والتقاتل والتناتش على ربع وزير أو نصف زلمي». ودعا العريضي في احتفال في ذكرى شهداء «الحزب التقدمي الاشتراكي» في الشوف أمس، المسؤولين والقيادات السياسية إلى «تحمل مسؤولياتها، وإنقاذ البلاد مما تتخبط به من أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية مزرية تنذر بمخاطر كبيرة». وقال: «نفهم أن يكون ثمة نقاش من اجل تشكيل الحكومة وبأن يأخذ بعض الوقت للدخول في رؤية واضحة، علماً أن فريقاً سياسياً لم يُرد المشاركة وكنا نتمنى غير ذلك ونحترم حقه، لكن ما لا نفهمه أن الفريق الذي سمّى رئيس الحكومة المكلف لم يستطع بعد ثلاثة اشهر ونصف الشهر من تحمل هذه المسؤولية»، سائل: «هل من قطبة مخفية لا نعرفها، وهل العقدة فقط في وزارة الداخلية؟ علماً أن ليس ثمة وزارات مسماة لطوائف». وأكد نائب الامين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «جميع الذين يشكلون الحكومة اليوم يتحملون مسؤولية تشكيلها بمن فيهم رئيس الجمهورية وأولهم رئيس الحكومة (المكلف نجيب ميقاتي) المعني والمسؤول عن إصدار هذه التشكيلة، وبالتالي هم يعملون جميعاً بكل جهد وكل اهتمام وحرص». ودعا الى عدم اعتبار «هذه الحكومة من مسؤولية جهة من دون أخرى. هذه مسؤولية الجميع، وهم يشاركون فيها بنسب، ويتحملون مسؤوليتها بحسب نسبهم». وتمنى قاسم خلال احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، أن «تحمل الأيام المقبلة حلولاً، بخاصة أن هناك افكاراً طرحت، نتمنى أن تؤتي ثمارها وأن يتمَّ التجاوب بين الحلفاء الموجودين في داخل الحكومة، لمصلحة الإسراع في تشكيلها». وهاجم قاسم «قوى 14 آذار»، متهماً اياها بأنها «تعمل لتتسلح من أجل إحداث فتن داخلية وحرب أهلية»، وذلك بالاستناد الى وثائق «ويكيليكس». وأعلن ان «وثائق ويكيليكس كشفت أنهم اقترحوا على الأميركيين تغيير النظام السوري، واستبداله ببعض التنظيمات والجهات والأشخاص، وطلبوا محاصرة النظام السوري في مجلس الأمن بإصدار القرارات المختلفة»، وأضاف: «كفاكم هذا العمل الذي يؤذي لبنان، فسورية المستقرة هي مصلحة للبنان، وسورية المقاومة سد منيع أمام تمدد المشروع الإسرائيلي في المنطقة، ونحن نؤيد التفاهم الداخلي السوري بين مكوِّنات المجتمع والقيادة الحاكمة بطريقة هادئة وإصلاح ممنهج». وأكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق حرص فريق «8 آذار» على «انجاز سريع للحكومة»، مشيراً الى أن «جميع الاطراف في الغالبية الجديدة اتفقوا على مسار للحل في عقدة وزارة الداخلية، ما يعني اننا دخلنا مرحلة حازمة تقربنا من تشكيل حكومة». وقال: «نتوقع ان تكون هذه المرحلة حاسمة ونكون قد قطعنا الطريق على اي عودة للوصاية الاميركية وعلى اي رهانات لتعميم الفوضى والانقسامات السياسية في لبنان». ولفت قاووق في احتفال أقامته التعبئة التربوية في الحزب لمناسبة تكليف 200 طالبة بلغن سن التكليف في الجنوب أمس، الى أن «محور عدوان تموز الذي هزم ينتقم اليوم من سورية، والدول التي راهنت على هزيمة المقاومة، عربية وغربية، تحارب اليوم سورية، وان امر العمليات اليوم من اميركا استنفار كل الادوات الاميركية والعربية السياسية والاعلامية بالتحريض على سورية والانتقام منها ومحاولة ابتزاز الموقف السوري المقاوم»، مؤكداً ان الهدف هو «تغيير الموقف السوري الداعم للمقاومة».