يعرف ب «سيد درويش الثاني» بين جمهوره الذي كنّاه بهذا اللقب إذ وجد فيه فناناً يحاول أن يجمع ما بين أصالة التراث وتحديات العصر الحديث، خصوصاً في مصر التي تشوبها طفرة فنية غالباً ما لا تحسد على نوعيتها، كما يتسم أسلوبه بلون غنائي يجمع بين الشعبي والنخبوي بعض الشيء، في إطار فكاهي ساخر. حمزة نمرة فنان مصري سطع نجمه قبل سنوات معدودة، مع ألبوم «إحلم معايا» الذي أصدره أواخر عام 2008، وحاول أن يثبت فيه أن الفن الجيد هو أحد أساليب التحريض السلمية التي تقود المجتمعات نحو التغيير. في بداية حواره مع «الحياة» يتحدث نمرة عن مشاركته في أحداث ثورة «25 كانون الثاني» (يناير): «كانت ثورة يناير حلماً غنيت لتحقيقه، وانتظرتة بلهفة، إلا أنني، مثل كثيرين، لم أتوقع انطلاقتها في هذا الوقت، وكنت أطير من الفرح حينما أسمع غنوة «إحلم معايا» في ميدان التحرير، وقد سعيت إلى أغنيات تشدّ أزر الجمهور المصري، خلال الثورة، بعد غنائي «هيلا يا مطر» احتفاء بنجاح الثورة التونسية». وعن «قائمة العار» التي احتوت أسماء المشاهير والفنانين الذين هاجموا الثورة المصرية في مستهلها، وانصب عليهم سخط الكثير من المصريين، يقول نمرة: «كل شخص أدلى برأيه في الثورة، قبل سقوط النظام السابق، يتحمل تبعات ما قاله. لا ألوم من أيد النظام، بل أفترض حسن النية، لكنني أقول له: تحمل تبعات ما قلته وصاحب الكلمة والرأي الحقيقي هو الجمهور. لم تكن سهلة المجاهرة بمناهضة النظام، تخيل لو أن الثورة لم تنجح، ما الذي كان سيحل بنا؟ أنا، مثلاً، تحملت تبعات مشاركتي ورأيي، إذ سحبت غالبية الشركات المنظمة بعض حفلاتي تعاقداتها معي». وعن آخر أعماله الفنية، يؤكد نمرة أنه على وشك إنجاز ألبومه الغنائي الجديد والذي يغني فيه للثورتين التونسية والمصرية ويتطرق في أغنياته إلى الأحداث التي تمر بالعالم العربي، مؤكداً أن «روح الثورة المصرية ستغلب» على أكثر أغانيه. ويشير إلى أن الألبوم سيصدر أواخر حزيران (يونيو) المقبل وسيحتوي على 14 أغنية. وفي شأن الأغنية التي أهداها إلى رئيس الوزراء المصري،عصام شرف، بعنوان «دموع»، يقول نمرة: «لم أتخيل أن أهدي أغنية، يوماً، إلى رئيس وزراء في مصر، لكن الوضع بعد الثورة اختلف، وهناك فارق كبير بين من كانوا يُفرَضون علينا، ومن اخترناهم بإرادتنا، من قلب ميدان التحرير». هل طرأ تغيير على ذائقة المستمع المصري بعد الثورة؟ يجيب حمزة: «الذائقة لن تختلف لأن الجمهور كان في حاجة إلى ما يعبر عنه بالفعل، ما كان موجوداً قبل الثورة هو اللون المسلّي فقط، لكنني أظن أن كثيرين من أهل الفن سيجبرون على تقديم الفن المحترم والمنافسة، والبقاء سيكون للأكثر تلاحماً مع قضايا وهموم الناس».