توعّدت «كتائب حزب الله» في العراق أمس، باستهداف القوات الأميركية ما لم تطلب الحكومة العراقية من واشنطن سحب قواتها طوعاً «قبل إجبارها على الهروب كرهاً»، مشيرة إلى أن أميركا تحاول «تدنيس» أرض العراق مجدداً بعد القضاء على «داعش». وقالت «الكتائب» في بيان لمناسبة الذكرى السنوية لخروج القوات الأميركية من البلاد: «تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة للانتصار التاريخي لشعبنا ومقاومتنا الإسلامية على جيش الاحتلال الأميركي الذي اضطر صاغراً وتحت تأثير ضربات مجاهدينا، إلى سحب قواته من العراق نهاية عام 2011، بعد احتلال دام ما يقارب التسع سنين». وأضاف أن «المقاوم العراقي الأصيل، أثبت أن إرادته أقوى من كل قوى الطغيان والعدوان، وأذاق فيها الاحتلال، هزيمة استراتيجية مدوية، لأقوى جيش في العالم، كما كانوا يصفون انفسهم». ولفت إلى أنه «كان للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، دور حاسم في هزيمة أميركا واجبارها على سحب قواتها، حتى قبل الموعد المقرر في الاتفاقية المبرمة مع الحكومة العراقية، بعد محاولات للالتفاف عليها، لإبقاء أعدادٍ كبيرة من جنوده بحجج مختلفة، لكنها فاجأت الجميع بالفرار تاركة معسكراتها في ليلة ظلماء». وتابع البيان أن «تزامن ذكرى هذا الانتصار، مع الإنجاز التاريخي الكبير، الذي حققه الشعب العراقي في القضاء على عصابات داعش الإجرامية، له دلالات واضحة، وارتباط وثيق، فتحرير العراق من الاحتلال الأميركي أجهض مخططاً شيطانياً للهيمنة المباشرة على مقدراتنا وسيادتنا وثرواتنا، وتقسيم بلدنا وتجزئته». وزادت «الكتائب» أن «تطهير العراق من رجس عصابات داعش المدعومة من أميركا وبعض القوى الإقليمية والمحلية، أجهض الصفحة الثانية من هذا المخطط التآمري الخبيث، الذي استهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ووجودنا، وقد سطر أبناء العراق، من فصائل المقاومة الإسلامية، والحشد الشعبي، وقواتنا الأمنية، ملحمةً بطولية تُوّجت بنصر تاريخي حفظ وحدتنا وسيادتنا وكرامتنا، والفضل فيها لدماء الشهداء والجرحى، وتضحيات المجاهدين الأبطال». ولفت إلى أنه «بعد أن اجتاز شعبنا الصابر، هذه المرحلة العصيبة، وأصبح العراق حراً عزيزاً مقتدراً، تحاول أميركا اليوم، أن تعود مرة أخرى بقواتها، لتدنس أرضنا وسيادتنا بحجج وذرائع واهية، متوهمة أنها قادرة على تمرير أغراضها الدنيئة، في الوقت الذي كشفت جميع أوراقها في المنطقة، وبانت ألاعيبها الشيطانية». وحذرت «الكتائب» في بيانها «أعداء الإنسانية الأميركيين من أن تسول لهم أوهامهم أنهم قادرون على تدنيس أرض العراق ثانية»، داعيةً الحكومة والبرلمان إلى «اتخاذ موقف حاسم من تواجد هذه القوات، ومطالبتها بمغادرة العراق طوعاً، قبل أن نجبرها على الهروب كرهاً، فنحن أبناء كتائب حزب الله، لن نسمح بأن يدنس الأعداء الآثمون أرضنا الطاهرة، التي رُويت كل بقعة منها بدماء الشهداء». يُذكر أن الكونغرس الأميركي نشر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 تقريراً عن مشروع قانون يقضي بتصنيف ثلاثة فصائل عراقية على صلة وثيقة بإيران ك «جماعات إرهابية»، هي: «حركة النجباء» و «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله- العراق». وتخشى هذه الفصائل استمرار الوجود العسكري الأميركي على الأرض، والذي عاد بعد سيطرة «داعش» على الموصل عام 2014، بصفة «مستشارين عسكريين» ويقدر عددهم بنحو 7 آلاف، بينهم مئات من عناصر الاستخبارات الأميركية، عملوا تحت قيادة «التحالف الدولي لمحاربة داعش». وأعلن التحالف الدولي أمس تنفيذ 14140 ضربة ضد مواقع تنظيم «داعش» في العراق منذ عام 2014. وقال مدير المكتب الإعلامي للتحالف الدولي توماس فيل، إن التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة نفذ 14 ألفاً و104 ضربات في العراق منذ 2014، ضد محاربة مسلحي تنظيم «داعش». وأضاف أن «تنفيذ الضربات هو جزء من عملية العزم الصلب وهي عملية تدمير مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية»، وبيّن أن «هذه الأرقام تتضمن جميع الضربات التي نفذتها الطائرات المقاتلة والهجومية أو القاذفة أو المروحية أو الموجهة من بعد، وكذلك المدفعية الصاروخية والمدفعية التكتيكية البرية». وأوضح أنه في «عام 2015 كان لدى مسلحي تنظيم داعش ما بين 3500 إلى 4500 عنصر يحاولون فرض خلافتهم على شعبي العراق وسورية، واليوم تُقدّر أعدادهم في العراق وسورية بألف عنصر».