أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس السبت، أن جهات (لم يسمِّها) تعمل ب «أجندات معروفة لإثارة الفتن» في البلاد، عازياً سبب رفض تركيا سحب قواتها من العراق إلى «دواع داخلية». ومن جانبهم اتهم قادة في «الحشد الشعبي» واشنطن بدعم «داعش»، وطالبوا بإشراك روسيا في الحرب على التنظيم. وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء أن «العراق يمر بتحديات عديدة، منها تحدي الإرهاب من خلال احتلال شرذمة وعصابات مساحات واسعة من أراضينا، وهذا خلل كبير». وأضاف: «إننا نعيش تحدياً خطيراً ثانياً متمثلاً في انخفاض أسعار النفط وتحدي الفساد، لكننا سننتصر إذا كنا معاً وننجح ونخرج أقوى، فهناك العديد من الفاسدين الذين يحاولون إسقاط كل ما نقوم به لأنهم يدركون أن خطواتنا ستصلهم فيشنون حملات إعلامية من أجل إثارة المجتمع وإشغاله بالشائعات لكي يخلطوا الأوراق، لكننا نقول لهم إننا سنصل إليكم». وفي شان التجاوز التركي قال: «لن نسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية ولدينا العديد من الخطوات المتخذة تباعاً، واليوم الحق معنا والعالم معنا والبعض يحاول إضعاف العراق بعد أن حصل على احترام العالم من خلال انتصاره على الإرهاب». وجدد دعوته إلى تركيا «للانسحاب من الأراضي العراقية لأن المسؤولين الأتراك يبدو أنهم يخشون الإقدام على هذا الأمر لدواع داخلية، لكن من يثق بشعبه عليه أن لا يخاف، لأن هؤلاء يقولون لنا إننا سننسحب، وقالوا أيضاً للأميركيين إنهم سينسحبون لكنهم يتخوفون من إعلانه». وكان مجلس الأمن عقد أول من أمس اجتماعاً لبحث شكوى العراق بشأن نشر قوات تركية في معسكر بقضاء بعشيقة قرب مدينة الموصل، واعتبر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الموقف التركي «انتهاكاً خطيراً» للسيادة العراقية، داعياً مجلس الأمن إلى إصدار قرار يتضمن إدانة «الاحتلال التركي» ومطالبة تركيا بسحب قواتها فوراً. كما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى العمل على تخفيف حدة التوتر مع العراق عبر سحب ما تبقى من قوات تركية متمركزة قرب الموصل. وقال البيت الأبيض في بيان، إن «أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً بأردوغان تعرض خلاله للتوتر القائم بين تركياوالعراق على خلفية نشر قوات تركية قرب الموصل». وأضاف البيان أن أوباما دعا أردوغان إلى «اتخاذ خطوات إضافية من شأنها تخفيف حدة التوتر مع العراق بما في ذلك متابعة سحب القوات التركية واحترام سيادة ووحدة العراق». واتفق الرئيسان على العمل معاً عبر القنوات الدبلوماسية مع العراق للحد من التوتر الحاصل وتوحيد الجهود في الحرب ضد عصابات «داعش» الإرهابية. في غضون ذلك، طالب أعضاء في التحالف الشيعي الحكومة بدعوة روسيا للمشاركة في الحرب ضد «داعش». وأكد النائب فرات ياسين ل «الحياة»، أن «تعاطي واشنطن في الحرب على داعش في العراق لا يرقى إلى مستوى التهديد الذي يشكله التنظيم في المنطقة، كما أن الإدارة الأميركية أخفقت في الحد من نفوذ التنظيم، ولم تتمكن من إنهاء تمويله أو تدفق السلاح إليه منذ أكثر من عام». واعتبر «الموقف الروسي صريحاً وواضحاً إزاء التعامل الجدي مع داعش الذي بنى مخزون من الأموال عبر تهريب النفط، وعلى الحكومة التوجه إلى موسكو لمساعدتها في الحرب على التنظيم لحسم المعارك والإسراع في تحرير الأراضي المغتصبة من قبل الإرهابيين». من جهة أخرى، اتهم قادة في «الحشد الشعبي» واشنطن بدعم داعش وتقديم المساعدات الميدانية واللوجستية له، وأكد القائد الميداني في «كتائب الإمام علي» أبو سجاد الكاظمي ل «الحياة»، أن «الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها الطائرات الأميركية ضد القوات العراقية تؤكد أن واشنطن تدعم داعش، وأن هناك تعاوناً بين التنظيم والمخابرات الأميركية بغرض إدامة التوترات في المنطقة وإبقاء الوضع على ماهو عليه».