استعان العراق في حربه على «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) بقوات دولية لمساعدته في القتال بهدف الإطاحة بالتتنظيم المتشدد الذي ينشط داخل أراضيه، ويحتل مساحات منها. وأسهمت الغارات الجوية التي نفذتها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة وبطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في وقف تقدم «داعش» شمالاً في اتجاه بغداد وإقليم كردستان. وعلى رغم مساهمات قوات التحالف جواً، استبعد العبادي حاجة بلاده إلى قوات برية أجنبية، بعدما قالت الولاياتالمتحدة الثلثاء الماضي، إنها سترسل قوات خاصة تعهدت جماعات شيعية مسلحة بمحاربتها، بحسب «رويترز». وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن «القوات التي سترسل إلى العراق ستكون أكثر من نحو 50 فرداً من قوات العمليات الخاصة الأميركية التي جرى نشرهم في سورية لمحاربة داعش». لكن العبادي ذكر أن «الحكومة العراقية تشدد على أن أي عملية عسكرية أو انتشار لأي قوة أجنبية خاصة أو غير خاصة في أي مكان من العراق، لا يمكن أن يتم من دون موافقتها والتنسيق معها والاحترام الكامل للسيادة العراقية». وقال الناطق باسم «كتائب حزب الله»، جعفر الحسيني إن «جماعته ستلاحق وتقاتل أي قوة أميركية تنشر في العراق»، مضيفاً أن «أي قوة أميركية ستصير هدفاً رئيسياً لجماعته». وأدلى ناطقون باسم منظمة «بدر» المدعومة من إيران و«عصائب أهل الحق» بتصريحات مماثلة وأعربوا عن عدم ثقتهم بالقوات الأميركية، خصوصاً بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق في العام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي السابق بصدام حسين. وأظهر العبادي أمس رفضه التام إرسال أي قوات برية أجنبية إلى العراق، مؤكداً أن «حكومته لم تطلب ذلك من أي جهة سواء إقليمية أو دولية». وأشار إلى أن ذلك «عمل معادٍ»، بحسب «السومرية نيوز». من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن «إرسال الولاياتالمتحدة مزيداً من القوات لمحاربة التنظيم في العراق، لا يعني أنه سيسير على نهج الغزو الأميركي للعراق في 2003». وكشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس أن «الحكومة العراقية على اطلاع تام بالخطط الأميركية لنشر قوات خاصة في العراق»، لافتاً إلى أن «واشنطن ستعمل عن كثب شديد مع بغداد لنشر قوات خاصة». وبحسب شبكة «الحرة» العراقية، قال كارتر قبل أيام إن «الولاياتالمتحدة ستنشر قوة خاصة في العراق في إطار عملياتها ضد داعش»، مضيفاً أن «القوة الأميركية ستساعد القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية التي تقاتل داعش على الأرض». وأوضح أن «مهمة القوة الخاصة ستتضمن أيضا حماية الحدود العراقية وبناء قدرات القوات المحلية، فضلاً عن تنفيذ عمليات أحادية الجانب في سورية». من جهة أخرى، أشار الوزير الأميركي إلى أن «الطائفية والنفوذ الإيراني جعلا مهمة قوات الأمن العراقية صعبة، وجعلا التقدم في المناطق السنية الخاضعة لداعش مثل الرمادي، بطيء». وأكد أن نجاح قوات العراق وقوات البيشمركة في وقف تقدم «داعش» وطرده من سنجار وقطع الطريق أمامه لنقل العتاد والمقاتلين إلى الموصل بدعم من التحالف الدولي، وضربات التحالف ضد أهداف التنظيم بلغت ذروتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، منذ انطلاقها في آب (أغسطس) العام الماضي. ومنذ تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، أكد العبادي في حديث له مع «بي بي سي» إن «الجيش العراقي قادر على هزيمة داعش، إذا كان هناك غطاء جوي جيد»، مشدداً على أن «ليس هناك حاجة إلى أي قوات برية أجنبية».