أعلنت السلطات الفرنسية تعبئة ضخمة لقوات الأمن والإغاثة، عشية احتفالات رأس السنة، تحسباً لعمليات إرهابية، فيما أوقفت الشرطة البريطانية رجلاً خامساً، في مخطط مشبوه لشنّ هجوم. وتحتفل فرنسا بالعام الجديد في ظل إنذار أمني، كما حدث العام الماضي إثر هجوم نيس الذي أوقع 86 قتيلاً، وقتل كاهن داخل كنيسته. وأعلنت وزارة الداخلية تعبئة حوالى 140 ألف عنصر من قوات الأمن والإغاثة في الأراضي الفرنسية، مع تركيز على المنطقة الباريسية حيث تكون التجمّعات عادة أضخم من سواها، مثل جادة الشانزيليزيه حيث تتوقع السلطات مشاركة حوالى 300 ألف شخص في استقبال العام الجديد. وأوقفت السلطات الأسبوع الماضي شاباً وشابة، خططا لتنفيذ هجومَين، قرب ليون وفي باريس. ونبّه مفوّض الشرطة في العاصمة ميشال ديلبويش الى أن «مستوى الإنذار الإرهابي لا يزال مرتفعاً»، لافتاً الى أن توقيف الشابَين دليل على وجود «تهديد غامض داخلي، مع أشخاص يُحتمل أن ينتقلوا إلى التنفيذ، بوسائل بدائية لكنها تشكل خطراً». وذكر مصدر أمني أن السلطات تركّز على «التهديد الداخلي، خصوصاً خلال فترة نهاية العام». وحذر رئيس «مركز تحليل الإرهاب» جان شارل بريزار من أن «مستوى التهديد والرغبة في التنفيذ لم يضعفا»، معتبراً أن الفارق مع الحصيلة الدموية للعام 2016 (92 قتيلاً) هو «وجود خطط لا تُنفَذ، ما يدل على فاعلية أجهزة الاستخبارات التي تحصل الآن على معلومات كثيرة من المنطقة (العراق وسورية)، مع عودة كثيرين منها وعمليات توقيف وقدرات تقنية متزايدة». وبعد أكثر من سنتين على إعلان حال طوارئ، إثر مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أُقرّ في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي قانون جديد لمكافحة الإرهاب، ندّد به مدافعون عن الحريات العامة، علماً أن اعتداءات هزت فرنسا منذ تلك المجزرة، أوقعت 241 قتيلاً. ونبّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى أن «هزيمة (تنظيم) داعش ليس معناها نهاية التهديد الإرهابي الذي يبقى مستمراً». الى ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية توقيف شاب عمره 21 سنة الجمعة، للاشتباه بإعداده «عمليات إرهابية». وأشارت الى تفتيش مبنيَين في مدينة شيفيلد التي تبعد 275 كيلومتراً شمال لندن، بعد توقيف الشاب. وكانت الشرطة أوقفت 4 رجال آخرين في شيفيلد، في 19 الشهر الجاري، اتُهم اثنان منهم بالمشاركة في إعداد عمل إرهابي، وهما عراقيان كرديان، وسيمثلان أمام محكمة هذا الشهر. وأعلنت الشرطة الإفراج عن واحد من الرجال الأربعة، فيما لا يزال آخر محتجزاً. سان بطرسبورغ في غضون ذلك، أعلن جهاز الأمن الروسي (أف أس بي) توقيف منفذ هجوم استهدف مركزاً تجارياً في مدينة سان بطرسبورغ الأربعاء الماضي، ومدبره. ووَرَدَ في بيان أصدره: «اعتُقِل المدبر والمنفذ المباشر لتفجير عبوة يدوية الصنع في 27 كانون الأول (ديسمبر) داخل متجر ضخم في سان بطرسبورغ، خلال عملية خاصة لجهاز أف أس بي» أمس. أتى ذلك بعد ساعات على إعلان «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي أوقع 18 جريحاً، إذ أفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم بأن «مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت الهجوم». في أستراليا، أعلنت الشرطة وفاة انطونيوس كروكاريس (83 سنة)، متأثراً بجروحه بعدما دهسه سائق بسيارة في هجوم أوقع أكثر من 20 جريحاً وسط ملبورن هذا الشهر، لا يزال 6 منهم يعالجون في مستشفى. وأسِفت عائلة كروكاريس ل «سلب حياة والدنا بوحشية، في عنف أحمق». وأعلنت الشرطة أن واحدة من التهم ال18 بمحاولة القتل، الموجّهة الى منفذ الهجوم سعيد نوري، ستتحوّل تهمة بالقتل. وسيمثل نوري (32 سنة) أمام محكمة في 30 أيار (مايو) المقبل، وهو أسترالي من أصل أفغاني، أعلنت الشرطة أنه يعاني من اضطرابات نفسية ومدمن مخدرات. وبعد توقيفه، تحدث نوري للشرطة عن أصوات وأحلام، وذكر «معاملة سيئة يتعرّض لها المسلمون»، لكن لم يثبت ارتباطه بجماعة إرهابية.