تسبب طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام في اندلاع حريق في بناية سكنية بمدينة نيويورك أمس (الجمعة) بعدما كان يلهو بالموقد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم أربعة أطفال، وفق ما أعلن مسؤولون. وقالت والدة الطفل لمسؤولين يحققون في الحريق، وهو الأسوأ في المدينة منذ العام 1990، أن «طفلها له سوابق في اللهو بالموقد في شقة أسرته التي تقع في الطبقة الأولى». وقال مفوض دائرة الإطفاء في المدينة دانيل نيجرو للصحافيين في مؤتمر صحافي، أن «الطفل الذي ترك وحده في المطبخ بدأ في الصراخ قبل السابعة مساء بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، فيما بدأ الدخان والنار يملآن المكان». والتقطت الأم طفلها وشقيقه الأصغر، وركضت إلى الخارج تاركة باب الشقة مفتوحاً. وانتقل الحريق من مدخل الشقة إلى الطبقات التالية من المبنى المؤلف من خمس طبقات وانتشر بسرعة. وأردف: «لم يكن لدى الناس الكثير من الوقت للتصرف. لم يتمكنوا من النزول عبر الدرج. ومن حاول لقي حتفه». وذكرت شرطة نيويورك أن أطفالاً تبلغ أعمارهم عاماً وعامين وسبعة أعوام وصبي لم يعرف عمره ماتوا في الحريق، إضافة إلى أربعة رجال وأربع نساء. وذكرت السلطات أن فرق الإطفاء أنقذت 12 شخصاً من المبنى، وأن أربعة مصابين في المستشفى في حال حرجة. وتوجه أكثر من 160 من رجال الإطفاء إلى الموقع. وقال الصليب الأحمر الأميركي أن «الحريق شرد 14 أسرة في الأقل، وتم نقل أربعة منها إلى فنادق»، مضيفاً: «هناك حوالى عشر أسر لم نتواصل معها بعد». وتفيد سجلات المدينة بأن المبنى الذي يضم 26 شقة، فيه ما لا يقل عن ست مخالفات لقانون البناء. وتم تسجيل إحدى المخالفات في آب (أغسطس) الماضي، بسبب جهاز معطل لكشف الدخان في شقة بالطبقة الأولى. ولم يتضح ما إذا كان لتعطل الجهاز أي دور في الحريق. وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو في مقابلة مع راديو «دبليو إن واي سي»: «أعرف أن هناك بواعث قلق أثيرت حول المبنى ذاته. حتى اللحظة يفيد بحثنا بأنه لا توجد مشكلة في المبنى أو في نظام حمايته من الحرائق». وكان الحريق الأسوأ في المدينة من حيث عدد القتلى، منذ حريق متعمد في ملهى ليلي ببرونكس العام 1990 أدى إلى مقتل 87 شخصاً داخل المكان الذي لم يكن له مخارج في حالات الحرائق أو أجهزة إنذار، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».