أصيب مستوطنون قرب الحدود مع غزة بالهلع، إثر سقوط صواريخ من القطاع على مستوطنات «الغلاف» وما رافقها من انفجارات أحدثتها محاولة اعتراضها. ولم تمض ساعات قليلة، حتى قصفت المدفعية الإسرائيلية هدفين تابعين ل «حماس»، هما عبارة عن نقطة رصد شرق منطقة الشجاعية، وأرض زراعية شرق دير البلح وسط القطاع. وانطلقت صفارات الإنذار في عدد من البلدات المحيطة بغزة صباح أمس، عندما اعترضت منظومة «القبة الحديد» صاروخين أُطلقا من القطاع، فيما سقط الثالث على مبنى في مستوطنة «شاعر هنيغف» ملحقًا به أضراراً مادية. وأكد بيانٌ لجيش الاحتلال أن دباباته وطيرانه الحربي استهدفا موقعين ل «حماس»، «رداً على صواريخ أطلقت باتجاه إسرائيل»، غير أن القصف الذي يعدّ الأول منذ أكثر من 10 أيام «لم يوقع أي إصابة»، وفق وزارة الصحة التابعة ل «حماس». وتزامن سقوط الصواريخ مع فعاليات تقيمها قرب حدود غزة، عائلةُ الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون المحتجز لدى الحركة، إحياءً لذكرى ميلاده، فيما أقام أهالي أسرى غزة فعالية موازية في حي التفاح حيث أُسر الجندي، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين في سجون الاحتلال. وللأسبوع الرابع على التوالي، قمعت القوات الإسرائيلية مسيرات احتجاجية على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب «القدس عاصمة لإسرائيل». واندلعت مواجهات عنيفة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقرب السياج الحدودي في قطاع غزة، أطلق خلالها الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص الحيّ والمغلف بالمطّاط، ما أسفر عن حالات اختناق وإصابات بعضها خطر، إضافة إلى عدد من الاعتقالات، في حين رشق المتظاهرون جنود الاحتلال بالحجارة. إلى ذلك، أعلنت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أن الجيش الإسرائيلي أنهى فجر أمس، تدريباً عسكرياً يحاكي القتال داخل أراضي القطاع، في ما بدا كأنه تحسّب من وقوع عدوان جديد على غزة. وكان ضباط قيادة الجيش حذروا قبل أيام، وزراء «الكابينت» من مغبة اندلاع حرب جديدة، لافتين إلى أن الجو العام في مستوطنات غلاف غزة يشبه كثيراً ذلك الذي ساد قبل العدوان الأخير عليها عام 2014.