تواصل آلة القتل الاسرائيلية قصف البشر والحجر في مختلف مناطق قطاع غزة التي تتعرض لقصف جوي وبحري ومدفعي متواصل وارتفع عدد شهداء امس السادس عشر للعدوان الى 25 شهيدا. وتواصل طواقم الاسعاف انتشال المزيد من الجثث التي دفنت تحت ركام المنازل المدمرة، وأكد الدكتور اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة استشهاد الطفلة منى رامي الخروات 4 اعوام في شمال القطاع، وانتشال جثتين من حي الزيتون شرق غزة، وواصلت المدفعية الاسرائيلية اطلاق قذائفها فاستهدفت محطة توليد الكهرباء في المحافظة الوسطى في قطاع غزة. وأطلقت طائرة بدون طيار منزل القيادي في حركة حماس نزار عوض الله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. كما قصفت الطائرات الاسرائيلية منزلًا لعائلة النجار ببلدة خزاعة شرق خان يونس. وقصفت المدفعية الاسرائيلية المتمركزة على حدود بلدة خزاعة والقرار قصف بيوت المدنيين في المنطقتين. وفي المحافظة الوسطى تجددت الغارات الجوية والمدفعية في المنطقة واستهدفت المدفعية مدرسة تابعة لوكالة الغوث بأربع قذائف بمخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية محيط مستشفى شهداء الاقصى في المنطقة الوسطى. وفي شمال القطاع تجدد القصف المدفعي لشرق بيت حانون وجباليا حيث افادت مصادر طبية بوصول 10 إصابات معظمهم أطفال إلى مشفى كمال عدوان بقصف على مخيم جباليا. كما اشتعلت النيران بمصنع للإسنفج شمال قطاع غزة وعدد من المنازل جراء القصف المدفعي المتواصل. صواريخ المقاومة وعلى الرغم من إعلان جيش الاحتلال ان انخفاضا بنسبة 30% قد طرأ على إطلاق الصواريخ باتجاه التجمعات الاسرائيلية منذ بدء العدوان البري، الا ان الصواريخ ما زالت مستمرة بالسقوط على جميع المناطق من الجنوب وصولاً الى الوسط. وأصيب 4 اسرائيليين جراء سقوط صاروخ في مدينة «يهود» القريبة من مدينة تل أبيب وصفت جراحهم بالبسيطة، في حين أصيب 5 آخرون بالهلع والصدمة، وسقط هذا الصاروخ في القصف الصاروخي الذي جرى على منطقة غوش دان، حيث ذكرت مواقع عبرية بأن «القبة الحديدية» اعترضت 4 صواريخ في سماء مدينة تل أبيب ومحيطها، في حين سقط الصاروخ الخامس في منطقة سكنية في مدينة «يهود» وذكرت مصادر اسرائيلية مختلفة أن مدينة تل أبيب تعرضت لقصف صاروخي امس الثلاثاء، حيث جرى اعتراض صاروخين في سماء مدينة تل أبيب من قبل منظومة «القبة الحديدية»، في حين تساقطت شظايا صاروخ على أحد المنازل في مدينة «يهود» القريبة من تل أبيب، وقد أصيب بعض السكان بالهلع والصدمة، ولحقت اضرار مادية بالمباني وسبق هذه الصواريخ سماع دوي صفارات الانذار في منطقة «غوش دان». وقصفت كتائب القسام تل ابيب بصاروخين (ام 75) وبلدة اسدود بخمسة صواريخ غراد. وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن تفجير عبوة «شواظ 3» بدبابة «ميركفاة 4» شرق التفاح وإصابتها بشكل مباشر. بدورها قالت كتائب الناصر صلاح الدين قصفت سيديروت ب3 صواريخ ناصر6 وشاعر هنيغف ب 4 صواريخ 107. كما قصفت كتائب الناصر صلاح الدين موقع رعيم ب 4 صواريخ 107 وعاودت قصف حشودات عسكرية بموقع إسناد صوفا بصاروخي 107. كما أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع الاحتلال العسكرية المحاذية لقطاع غزة برشقات صاروخية متنوعة «صاروخين نوع 107 و6 قذائف هاون وصاروخ موجه»، وخاضت اشتباكات مسلحة وعنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة على أكثر من جبهة من جبهات القتال في بيت حانون وحي التفاح والبريج والقرارة وصوفا وشرق رفح وأوقعت في صفوفها إصابات وخسائر فادحة واستهدفت ناقلة جنود إسرائيلية إضافة إلى تفجير العبوات، في إطار ردها على مجازر الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني. وقصفت الوية الناصر صلاح الدين مستوطنة: «نتيف عتسرا» بصاروخين من طراز 107 كما قصفت الحشودات العسكرية بموقع «زكيم» بثلاثة صواريخ 107 ومستوطنة نير اسحاق بصاروخين 107. القبة الحديدية وفي سياق متصل، قالت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، فجر امس، إن أفرادها نفذوا عملية جريئة بتفجير إحدى منصات القبة الحديدية الموجودة في مطار قلنديا شمالي القدسالمحتلة. وأكدت الكتائب أن مجموعة من مقاتليها تمكنت من التسلل إلى داخل مطار قلنديا، من خلال القفز من على جدار الضم والتوسع، ونصب عبوة ناسفة على القبة الحديدة، والانسحاب من المكان، ومن ثم تفجير العبوة في القبة الحديدية داخل حدود المطار غير المستعمل، والذي يبعد عشرات الأمتار فقط عن حاجز قلنديا العسكري. وكانت كتائب الأقصى أعلنت الأحد عن النفير العام في الضفة الغربية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وطالبت بضرورة مواجهة الاحتلال بكل السبل المتاحة. ودوى انفجار ضخم فجر امس في أجواء قلنديا وسمير اميس وكفر عقب والبيرة، وشاهد مواطنون أعمدة الدخان تتصاعد من داخل مطار قلنديا، وشاهدوا سيارات الإطفاء والإسعاف وقوات كبيرة من جيش الاحتلال تتواجد في مكان الانفجار فيما قامت قوات الاحتلال بتمشيط المنطقة. جندي مفقود الى ذلك اعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي موتي ألموز بأسر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس للجندي شاؤول أرون، خلال كمين الشجاعية قبل يومين، ولكنه زعم أنه قتل. وقال ألموز للقناة العاشرة الاسرائيلية صباح امس، إنه تبين فقدان جثة أرون بعد الانتهاء من فحص الحمض النووي للجنود القتلى في الهجوم. وكانت كتائب القسام كشفت مساء الأحد، أنها تمكنت من أسر الجندي الاسرائيلي «شاؤول أرون»، وذلك خلال العملية الأخيرة التي نفذتها الكتائب شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، والتي قتل فيها 14 جنديا، بينهم قائد لواء جولاني، وأصيب أكثر من 50. وسمحت الرقابة العسكرية الاسرائيلية امس بنشر نبأ مقتل جنديين اسرائيليين وإصابة 7 آخرين بينهم ثلاثة جنود إصاباتهم خطيرة في الاشتباكات التي دارت اول من امس في قطاع غزة ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى حسب الاعتراف الاسرائيلي إلى (27). وكان الجيش الاسرائيلي أعلن مساء الاثنين مقتل 7 ضباط وجنود بالإضافة لإصابة 30 آخرين خلال الاشتباكات الضارية في قطاع غزة، وفي عملية التسلل شمالي القطاع. وتؤكد فصائل المقاومة أن قوات الجيش الاسرائيلي تخفي العدد الحقيقي لقتلاها وجرحاها جراء المعارك الدائرة في القطاع، حيث أشارت كتائب القسام في تصريح لها أن مقاوميها قتلوا يوم الاثنين وحده 23 جنديا وضابطا وأصابوا العشرات واستهدفوا 8 آليات ومنازل تحصنت بها قوات خاصة. استهداف الاعلاميين هذا ولم تسلم المكاتب الصحفية من القصف الاسرائيلي فبعد استهداف الطائرات الاسرائيلية لمقر الوكالة الوطنية للاعلام استهدفت قوات الاحتلال مكتب الجزيرة في قطاع غزة. وأكد مراسل الجزيرة في غزة الصحفي تامر المسحال تعرض مكتب الجزيرة في غزة الى اطلاق رصاصتين متفجرتين من دبابة اسرائيلية او طائرة حربية في نفس المكان الذي يخرج منه المراسليين على الهواء. وأشار المسحال الى أن احدى الرصاصات أدت الى تحطم احدى النوافذ مؤكدا انه لا توجد اصابات وتم اخلاء المكتب من الطاقم. وأضاف: «لكن لن تتوقف ابدا التغطية بزخمها وقوتها لنقل الحقيقة». لا مكان للاختباء من جهتها قالت الاممالمتحدة الثلاثاء إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المكتظ بالسكان ليس أمامهم مكان للاختباء من الهجوم العسكري الاسرائيلي وإن الاطفال يدفعون أفدح ثمن لذلك. وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الاممالمتحدة للمساعدات الانسانية للصحفيين في جنيف «لا يوجد فعليا أي مكان آمن للمدنيين». وقال لايركه إن أكثر من 500 شخص قتلوا في القطاع الذي تقدر الكثافة السكانية فيه بنحو 4500 شخص في الكيلومتر المربع. وتعطي وكالات الاغاثة الأولوية لحماية المدنيين واخلاء الجرحى ومعالجتهم. وأضاف إن ما يقرب من 500 منزل دمر في الغارات الجوية الاسرائيلية وأن 100 ألف شخص لجأوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حيث يحتاجون للغذاء والمياه والحشايا. وبدأت اسرائيل غاراتها الجوية على القطاع في الثامن من يوليو وقالت إنها تريد وقف اطلاق الصواريخ على أراضيها ثم بدأت هجوما بريا يوم الخميس الماضي. وقالت جوليت توما من صندوق الأممالمتحدة للطفولة إن من بين القتلى الفلسطينيين 121 طفلا تحت سن 18 عاما. وقال الصندوق إن أكثر من 900 طفل فلسطيني أصيبوا بجروح أيضا. وقال لايركه «وفقا لتقدير عمال الاغاثة على الطبيعة يحتاج ما لا يقل عن 107 آلاف طفل لدعم نفساني واجتماعي بسبب المأساة التي يعانون منها». وأضاف إن أكثر من 1.2 مليون شخص في القطاع ليس لديهم مياه أو أن ما يصل إليه من كميات بسيطة لأن شبكات الكهرباء أصيبت بأضرار أو لانه لا يوجد وقود يكفي لتشغيلها. وقال: «بالاضافة إلى ذلك تلقينا تقارير عن انتشار مياه المجاري التي تمثل خطرا على الصحة العامة». وقالت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج وزع حصصا غذائية طارئة وقسائم غذائية على أكثر من 90 ألفا حتى الان خلال الصراع. وأضافت: «مخزونات الأغذية الجاهزة انخفضت في غزة في ضوء استمرار الصراع أسبوعين والاحتياجات تتزايد». وسيتم شراء امدادات محليا ونقل كميات أخرى جوا من دبي. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 18 منشأة طبية في غزة أصيبت بأضرار بما في ذلك ثلاثة مستشفيات. وقالت فاضلة شايب المتحدثة باسم المنظمة «هناك مخاوف كبيرة فيما يتعلق بمستلزمات المستشفيات، لأن الأدوية والأدوات الطبية ذات الاستخدام لمرة واحدة ناقصة بشكل خطير سواء في وزارة الصحة وفي المستشفيات الأهلية بسبب ضخامة عدد الإصابات ونقص خطير حتى قبل تصاعد العنف».