صدَّت قوات الأمن المصرية أمس، هجوماً إرهابياً استهدف كنيسة في مدينة حلوان (جنوبالقاهرة)، وأوقفت إرهابياً بعد أن قتل شرطياً و8 مسيحيين أقباطاً، في هجومين على محل وكنيسة في المدينة الهادئة. ومنعت القوات المولجة بحماية كنيسة «مار مينا» الإرهابي من الولوج إلى ساحتها واشتبكت معه في محيطها، بعد أن كان قتل بالرصاص شقيقين مسيحيين أمام متجر في منطقة «أطلس» قرب الكنيسة، ثم توجه إليها لاقتحامها، معتزماً تفجير عبوة ناسفة فيها. وعندما حاول اقتحام الحاجز الأمني مستقلاً دراجة نارية، اشتبكت معه قوات التأمين، فأمطرها بوابل من الرصاص، ليقتل إثر ذلك أميناً في الشرطة و6 من زوار الكنيسة، ثم فر المهاجم إلى شارع مجاور، حيث طاردته قوات الأمن وأصابته، ثم ألقت القبض عليه. ويُرجح أن الإرهابي أحد عناصر تنظيم «داعش» الذي دأب على استهداف الكنائس خصوصاً في الأعياد، إذ كان فجَّر قبل عام كنيسة في القاهرة بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد، وكنيستين في الإسكندرية والغربية بالتزامن مع عيد القيامة في نيسان (أبريل) الماضي. وانتشرت صور الإرهابي وهو جريح ومسجى على الأرض في شارع «صلاح سالم» في حلوان، ويُحيط به 4 شرطيين لتقييد حركته، وكان يرتدي حزاماً بدا أنه مخصص لحمل المتفجرات، وبجواره حقيبة فيها سلاح آلي وذخيرة وعبوة ناسفة. وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو للاشتباك، سُمعت فيه أصوات تبادل إطلاق الرصاص بين الأمن والإرهابي في شارع «شريف» المُلاصق لسور الكنيسة الجانبي، قبل أن يظهر أمام بوابتها الرئيسة شاهراً سلاحاً آلياً وهو يُطلق النار في كل الاتجاهات، ثم توارى وركض خلفه شرطيون في شارع «مصطفى فهمي» المُطل على بوابة الكنيسة الرئيسة وهم يُطلقون النار لمنعه من دخولها، ثم ظهر جريحاً في شارع «صلاح سالم». وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الأجهزة الأمنية المعينة لحراسة كنيسة «مار مينا» في حلوان، تصدت لمجهول يستقل دراجة نارية أثناء محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، إذ قامت بالتعامل الفوري معه، وأوقفته بعد إصابته. وأوضحت أنه ضُبط في حوزته سلاح آلي و5 مخازن تحتوي 150 طلقة، وعبوة متفجرة كان ينوي إلقائها على الكنيسة. وأوضحت أن المواجهة أسفرت عن مقتل شرطي و6 مواطنين، وإصابة 4 آخرين من بينهم شرطي. وأشار البيان إلى أن الإرهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية، ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الضحايا، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادل إطلاق النيران حالا دون ذلك. ولفت إلى أن الإرهابي نفسه كان أطلق النار تجاه متجر في منطقة أطلس قبل الهجوم على الكنيسة، ما أسفر عن مقتل مواطنَين (مسيحيَين) كانا داخل المتجر. وأفاد البيان بأن الإرهابي الموقوف من أبرز العناصر الإرهابية النشطة، ومتورط في هجمات عدة، أسفرت عن مقتل أفراد أمن ومواطنين. وعلى رغم أن رواية وزارة الداخلية أشارت إلى مسؤولية إرهابي واحد عن الهجومين، إلا أن كاهن الكنيسة القمص ديفيد قال إن «مسلحَين نفذا الهجوم، قُتل أحدهما وجُرح الثاني». وكلف النائب العام المصري المستشار نبيل صادق نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات في الهجوم. وقام فريق من محققي النيابة بالانتقال إلى موقعه لإجراء المعاينات اللازمة وسؤال الشهود. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع عن كثب تفاصيل وتداعيات الهجوم الإرهابي، وإنه قدم تعازيه لأسر ضحايا «الهجوم الخسيس». وأشار البيان إلى أن الرئيس وجه باتخاذ ما يلزم لتقديم الرعاية المطلوبة لأسر الشهداء والمصابين، واستمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشآت الحيوية في الدولة، مؤكداً أن «المحاولات الإرهابية اليائسة» لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف». وكان لافتاً أن مسجداً في المنطقة هتف في مكبرات الصوت للطلب من الأهالي نجدة المسيحيين في الكنيسة التي تتعرض لهجوم. ودان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب «الهجوم الإرهابي الغادر»، مشدداً على أن تكرار تلك الهجمات الإرهابية «أصبح مفضوح الأهداف، إذ أنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذاك». كما استنكر مفتي مصر الدكتور شوقي علام «العملية الإرهابية الغادرة». وأكد أن من يعتدي على الكنائس «خصيم للنبي». وقررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إقامة جنازة جماعية للقتلى المسيحيين الثمانية. ونعت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر الضحايا، مؤكدة وقوفها إلى جانب الدولة في حربها ضد الإرهاب.