قتل عشرة أشخاص وأصيب خمسة آخرون في هجوم مسلح استهدف كنيسة مارمينا في مدينة حلوان، جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، حسب متحدث باسم وزارة الصحة المصرية. وقال خالد مجاهد، متحدث وزارة الصحة: إن الحادث أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة خمسة آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى النصر للتأمين الصحي ومستشفى حلوان العام. وكان مسلحان هاجما القوة الأمنية المكلفة بحماية الكنيسة الجمعة، بوابل من الرصاص في محاولة لاقتحامها، ما أدى إلى مقتل ضابط ومجندين اثنين وفراش الكنيسة، إلا أن القوات الأمنية تمكنت من قتل أحدهما، وتم القبض على الآخر بعد إصابته خلال مطاردته. بدوره، كلف وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين مستشاره للرعاية الحرجة شريف وديع بزيارة المصابين والاطمئنان عليهم، وتم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الحادث. فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا في حلوان تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية أثناء محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، حيث قامت بالتعامل الفوري معه ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته، وضبط معه سلاح آلي وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، مشيرة إلى أنه من بين الضحايا أمين شرطة، كما أصيب آخر وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج. وقال مسؤول الإعلام الأمني في الوزارة: المعلومات تشير إلى أن الإرهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من القتلى والمصابين إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك. وأضاف أن الإرهابي من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين. وكان قد أطلق عدداً من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة مما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين كانا داخل المحل وتم اتخاذ الإجراءات القانونية. من جانبه، قال مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال: إن الأجهزة الأمنية بالوزارة نجحت في إحباط هجوم مسلح على كنيسة مارمينا في حلوان وتمكنت من قتل أحد الإرهابيين في تبادل لإطلاق النار وإلقاء القبض على إرهابي آخر وبحوزته قنبلة قبل إلقائها على الكنيسة. وأضاف أن الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة فوجئت بقيام مسلحين بإطلاق النار على الكنيسة، فقامت على الفور بمبادلتهما إطلاق النار. وكلف النائب العام المصري المستشار نبيل صادق نيابة أمن الدولة العليا بمباشرة التحقيقات في الهجوم الإرهابي، حيث قام فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول للنيابة، بالانتقال إلى مسرح الحادث على الفور لإجراء المعاينات اللازمة وسؤال شهود الواقعة وذلك لبيان كيفية وقوع الحادث. كما انتقل فريق آخر من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا إلى المستشفيات التي يرقد بها المصابون، لسؤال من تسمح حالتهم حول كيفية حدوث إصاباتهم والمتسببين فيها، إلى جانب مناظرة جثامين القتلى بمعرفة أعضاء النيابة. وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بندب أطباء مصلحة الطب الشرعي، لتوقيع الكشف الطبي على القتلى وإعداد التقارير الطبية اللازمة في شأن أسباب الإصابات التي أودت بحياتهم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بإجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث وإعداد التقارير الفنية اللازمة في شأن كيفية تنفيذ الهجوم الإرهابي. وأجرى الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال مجلس الوزراء المصري اتصالاً هاتفياً بوزير الصحة والسكان للاطمئنان على صحة المصابين في الحادث. ووجه مدبولي بسرعة علاج المصابين وتقديم كافة الدعم لهم وسرعة استخراج تصاريح الدفن للشهداء. من جهته، حث مفتي مصر الدكتور شوقي علام على مواجهة الإرهابيين بكل قوة وحسم، واستئصالهم من المجتمع، وألا تأخذنا بهم رحمة أو رأفة. وقال: المواجهة الأمنية والتصدي للإرهاب وعناصره الإجرامية، لا تقل أهمية عن الكفاح الفكري الذي تقوم به المؤسسات الدينية لمحاصرة الأفكار المتطرفة والتكفيرية الشاذة، مشدداً على أن الإسلام لا صلة له بمثل هذه الأفكار التي تحض على القتل والتفجير. وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية قامت بأكبر حملة في تاريخ الإنسانية لتصدير صورة مشوهة للإسلام أمام العالم، الذي يدعو إلى الرحمة والسلام والتعايش بين البشر. وأدان علام استهداف كنيسة مارمينا في مدينة حلوان ومركبة عسكرية تابعة للجيش المصرى في سيناء. وأكد أن جماعات التطرف والإرهاب اعتادت الغدر والقتل غيلة. وأضاف: الإرهاب بتنظيماته المتعددة في العالم وأفكاره المتطرفة منبعه واحد ومهما فعلت فإنها إلى زوال، وهذا وعد الله الذي قال: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، لافتاً إلى أن هناك بشائر لقرب إزالة ورم التطرف والإرهاب من جسد الأمة. فيما قدم أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خالص تعازيه إلى مصر، رئيساً وحكومةً وشعباً، ولأسر الضحايا، سائلاً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وأكد دعم جامعة الدول العربية وتضامنها الكامل مع مصر في مواجهة الجرائم الإرهابية المتكررة التي ترمي إلى زعزعة أمنها واستقرارها وبث الفرقة بين أبنائها. وحيا أبو الغيط يقظة وشجاعة عناصر الأمن القائمين على تأمين الكنيسة والذين تمكنوا من تصفية أحد الإرهابيين المهاجمين، الأمر الذي ساهم في الحد من الآثار السلبية لهذا الحادث. وقال أبو الغيط: إن هدف الإرهاب الأساسي هو خلق الفتنة وبث الفرقة بين أبناء الشعوب الواحدة، لوقف مسيرة تنميتها وتقدمها. د. شوقي علام