أعلنت دار سوذبيز للمزادات في لندن عن عزمها تنظيم مزاد لوثائق أرشيفية مهمة تؤرخ لمراحل تصميم وإنتاج كسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة. وتتمحور الوثائق حول ورش خاصة كانت قد أقيمت في القاهرة، بين عامي 1818 و1961، وتولّت إنتاج المتعلقات التطريزية الفاخرة والنسج المزخرفة بالآيات القرآنية التي غطت جدران الكعبة. وكانت الأعمال الفنية المنتجة في هذه الورش، التي أطلق عليها آنذاك اسم «دار الكسوة»، تحظى باهتمام بالغ ودقة متناهية وبمشاركة أمهر الفنانين والحرفيين في ذلك الوقت. وتتراوح القيمة الإجمالية لهذه المجموعة ما بين ستين وثمانين ألف جنيه استرليني، وهي تضم 16 نموذجاً تطريزياً، وتصميمات بالألوان المائية، فضلاً عن تشكيلات معدنية فنية. وتضم المجموعة أيضاً باقة مميزة من الصور الأرشيفية للفنانين الذين كانوا يعملون في الدار، والذين كان التحاقهم بها يخضع لمقاييس غاية في الصعوبة، إذ ينبغي أن يتحلى من يريد الانضمام الى فريق عمل «الكسوة» بسجل مهني مميز، وأن تُعرف عنه الكفاءة والدقة والباع الطويلة في مجال التصميم والتطريز والزخرفة. وتؤرخ الصور المعروضة لقصص إنسانية تحكي تعاقب أجيال من الفنانين على الدار. علماً أن الدار حصلت على ميداليتين عالميتين في ثلاثينات القرن الماضي نظراً لتميز نتاجها الفني. كما يتضمن المزاد عدداً كبيراً من الكتب والمعروضات المتعلقة بالحج، ومنها نسخة من القرآن الكريم بحجم الجيب، تعود الى أوائل القرن العشرين، إضافة إلى مجموعة من قطع النقود الإسلامية (1927 - 1956)، وبذلك تكون هذه المعروضات شاهدة على الحقبة التي تشكلت خلالها المملكة العربية السعودية. وفي المزاد صورتان للرحالة المصري المعروف محمد سعودي، وهما تعدّان من بواكير الصور التي ترصد موكب المحمل في القاهرة وحملات الحجيج العائدة من مكةالمكرمة. وهناك أيضاً صورة التقطها صادق بيه العام 1881 (سادن المسجد النبوي) وتشكل جزءاً من باقة مؤلفة من 11 صورة للمحمل، والمسؤولين في ذلك الوقت، والحجيج. ويأتي عرض هذه المجموعة كجزء من مزاد سوذبيز - لندن «مزاد السفر، الأطلس، الخرائط والتاريخ الطبيعي»، والمقرر انعقاده في العاشر من أيار (مايو) الجاري. وتجدر الإشارة الى أن العرض الذي يسبق المزاد بدأ في شارع «نيو بون»، أمس ويستمر حتى 9 أيار الجاري.