أكد وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة أن التعديلات الجديدة التي صدرت على نظام المطبوعات والنشر أخيراً لم تكن لتقييد الإعلام أو تراجع مستوى حريته في المملكة، بل جاءت لضبطه مؤكداً أن الإعلام السعودي لا يزال يعيش بحريته التي لم تتراجع أبداً على حد قوله. وقال الوزير في حوار مفتوح نظمته وزارة الخارجية أمس بحضور مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود: «أنا مؤمن إيماناً كاملاً أنه من دون الحرية والشفافية لا يمكن لأي إعلام أن يقوم بالطريق الصحيح، وأن العالم الآن اختلف وأصبح للشفافية فيه مكان، ولا أحد يستطيع أن يخفي أي شيء، والطريقة الوحيدة للمجابهة هي الشفافية المطلقة أي الحرية المسؤولة، ومن يخض هذا المجال يجب أن يكون لديه إلمام بالفرق بين الحرية والفوضى الإعلامية». وأضاف: «خادم الحرمين وجَّه بالشفافية في وسائل الإعلام والحرية المطلقة، ولكن بشرط أن تستند على حقائق ووقائع». وقال خوجة: «حينما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين يجب أن ننتبه إليه بتعديل المواد بنظام المطبوعات بدأ ديباجة الأمر أنه لم يقيد الحرية، بل أن تكون منضبطة، وأشار إلى أن تاريخنا المجيد معروف أنه بني على الحوار الأصيل». وأضاف: «أنا أعرف أن هناك من هو زعلان ومتأثر من العقوبة التي تضاعفت إلى حدها الأدنى 500 ألف ريال، ولكن كل من يحمل الأمانة والقلم يجب أن يكون على قدر المسؤولية، والأمر الملكي هو تأكيد للحرية والشفافية، والتعديلات الجديدة لم تعطِ الحصانة لأي أحد لا مسؤول ولا إدارة، وكل شخص قابل للنقد ولكن النقد البنَّاء والهادف»، لافتاً إلى أن العالم اختلف عن السابق، خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، وقال: «نحن في عالم مختلف تماماً عن عالمنا قبل عقدين وأكثر، العالم الآن أصبح في متناول اليد ولا تستطيع أن تخفي شيئاً عن أي أحد ولا تحجبه عنه، وتستطيع أن تتحاور مع الجميع في كل الدنيا في لحظة». ورداً على سؤال حول دور الإعلام في تنفيذ السياسة الخارجية للدولة، قال خوجة: «الجميع يعرف أن الإعلام قوة مؤثرة ونظرنا إلى تأثيره في الأسابيع الماضية في أكثر من حراك تم بدول معينة، وله من دون شك دور كبير لو أُحسن استخدامه، وله التأثير أيضاً في إيصال أي رسالة. وحول رؤيته للإعلام الرسمي ومستقبله، قال: «الحقيقة الإعلام الرسمي انتهى بكل صراحة، والآن الإعلام هو إعلام الشباب والإعلام الإلكتروني، وأصبح حراً بعد أن كان محتكراً في دولة أو جهاز هي من توجّه الرأي العام، والآن انتهى هذا الأمر بالكامل وأصبح الإنسان هو من يصنع الخبر في أي مكان، ونحن في وزارة الإعلام أنشأنا إدارة حديثة للإعلام الحديث تتفاعل مع الشباب ومع هذه التقنية الجديدة، وسيكون إعلاماً موازياً تماماً للإعلام الرسمي وتدريجياً، ولا أخفيكم أننا وجدنا أنفسنا فجأة في الإعلام الجديد، ونسأل: كيف نغيّر عقولنا التي اعتادت على نمط معيّن؟ فالإعلام الجديد جاءنا مثل «تسونامي».