يظهر أنه تم ضرب الفقر المدقع والقضاء عليه للمرة الثانية، وزارة التخطيط في عام 2007 قالت إنه خلال عامين سيتم القضاء على الفقر «المدقع»، ونحن في عام 2011 هذا يعني أنه تم القضاء عليه للمرة الثانية، ولا يعرف كم نحتاج للقضاء عليه بالكامل. حسناً من هو الفقير المدقع.. إنه «الذي قد لصق بالتراب من الفقر»، والدقعاء عامة التراب. فإذا كانت الأرض مسفلتة يصبح فقيراً «مزفتاً» لا يشمله تعريف التخطيط. أروي لكم قصة صغيرة باختصار، لظروفه الأسرية المدقعة اضطر طالب المرحلة الابتدائية «سنة رابعة» بمدرسة في الليث إلى ترك الدراسة للعمل، اشتغل في ورشة يساعد صاحبها بخمسة ريالات في اليوم، وحينما طال غيابه افتقده أحد المعلمين من المهمومين بالشأن الاجتماعي «لا الوظيفي»، بحث فوجده في الورشة والفقر في الليث ليس حالة استثنائية إدقاعاً كان أو تفحماً، لأن نسبة من أهاليها يعيشون على التفحيم، قام المعلم بمشاركة آخرين بإقناع الطفل بالعودة إلى المدرسة في مقابل خمسة ريالات في اليوم، وكان أن عاد للدراسة مع استمراره في العمل مساء، إصراره على العمل دافعه حاجة الأسرة الخانقة، هذا النموذج وصل إليّّ ولا بد أن غيره من النماذج في بلادنا كثير، في المدن تختفي الحالات وراء الأسوار أكثر من غيرها، وهناك ظاهرة «لمستها» لدى بعض المتطوعين أو الوكلاء لأعمال الخير تتلخص في ضرورة أن تكون الحالة مدقعة ليتحركوا! كأنه ولا بد أن يلتصق وجه الإنسان بالأرض من الفقر حتى يتم التحرك. من غير المفهوم أن نتفاخر بالقضاء على الفقر «المدقع» في بلاد غنية، هذا إذا سلمنا بالقضاء عليه. *** صحح الصديق فهد العوهلي أهزوجة كان الصغار يرددونها في الماضي. كانوا يقولون «حقرا بقرا قلي ربي عدي العشرة» وينقل فهد أن أصلها مصري وبلهجة أهل الكنانة «حأرا وبأرا ألي عمي عدي لعشرة»، بهذه الصورة تصبح مفهومة، ويبدو لي أن ما نقله الصديق صحيح ونحن كما قال «فاهمين غلط» منذ عقود، اختلط الأمر علينا بين «القراية والبقراية»، ولو عدنا لما تشكل في الأذهان ربما نكتشف أموراً أكثر أهمية فهمناها خطأً مع الاستمرار في ترديدها. *** الصديق طارق حسني يسأل عن «الهرش»، يظهر أنه يمزح، ومع ذلك فالهرش بكسر الهاء وسكون على الراء هو البعير الكبير، وأكل لحمه يحتاج إلى فك تمساح، ويضيف أحد القراء الهرش ولو كان مريضاً يستطيع بعض الجزارين «رض» لحمه بالسواطير على «الفاض أو الوضم»، وهو قطعة من جذع شجرة، فيعود لحمه مثل «الحاشي»، والأخ يبالغ «أما حاشي»، لكن تخيل إذا أضيف له فول الصويا وبهارات وسوّق بإعلان يلمع مع سطل كولا.. سيصبح «هرشنقت». www.asuwayed.com