كشفت عميدة كلية دار الحكمة الدكتورة سهير حسن القرشي إظهار دراسة أجرتها طبيبة سعودية معاناة 10 في المئة من الطلاب السعوديين من صعوبات في التعليم، في الوقت الذي أوردت فيه إحصاءات عالمية تفيد بتسرب 40 في المئة من الطلاب من المدارس تحت وطأة الرسوب المتكرر. وبحسب القرشي، أن الدراسة أشارت إلى الذين يعانون من صعوبات التعليم في السعودية حوالى 10 في المئة من عدد السكان بمعنى أن من بين كل 100 شخص 10 أشخاص يعانون من المشكلة، وأن المدرسة التي يبلغ عدد طلابها 400 طالب يعاني 40 بينهم من صعوبات التعلم، معتبرة النسبة «مرتفعة جداً». واستهجنت الدراسة الخدمات التي تقدمها المدارس، مبينة أنها لا تفي بالغرض مع عدم إلمام الكثير من المعلمين والمعلمات بهذه الصعوبات وعدم إحسان بعضهم التعامل مع التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم، منوهة إلى أن الإحصاءات العالمية أثبتت أن سبعة إلى 10 في المئة من التلاميذ يعانون من صعوبة القراءة والكتابة معاً، وأن 40 في المئة منهم يتسربون من المدارس بداعي الرسوب المتكرر. وقالت عميدة دار الحكمة في مناسبة افتتاح فعاليات اليوم الخليجي لصعوبات التعليم في جدة أمس (الأربعاء): «إن اليوم الخليجي يناقش واحداً من أهم المواضيع في العملية التعليمية من أجل الإسهام في نشر الوعي في المجتمع المحلي عن صعوبات التعلم وماهيتها والمؤشرات الخاصة بها وكيفية التعامل معها ومن ثم الخدمات المتوافرة لهذه الفئة من التلاميذ والتلميذات الذين يعانون من المشكلة». ولفتت في فعاليات «اليوم الخليجي» الذي حضرته 18 خبيرة ومتخصصة في مجالات صعوبات التعليم في السعودية ومشاركة 500 شخصية من مختلف القطاعات ذات الصلة بالمجال، إلى أن اليوم الخليجي لصعوبات التعلم يشهد عقد محاضرات وورش عمل تثقيفية لمعلمات التعليم العام في المدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى منسوبات الكلية وطالباتها في قسم التعليم الخاص، مبينة أن الفعاليات تستمر لمدة أربعة أيام. ودلفت القرشي إلى موضوع المناسبة، وأضافت: «إن طفل صعوبات التعلم طفل ذكي، يعرف أنه يُخطئ فيصاب بالإحباط لأنه يعيش في بيئة لا تفهمه جيدًا، لذلك يجد نفسه مُبعداً عما يدور حوله مع قلة الفرص المتاحة للتقدُّم، ولذلك فهو أحوج ما يكون إلى الإرشاد والرعاية والتفهَّم». وتابعت: «ليس بالأمر السهل على الأُسرة اكتشاف مثل هؤلاء الأطفال ذَوي صعوبات التعلُّم، فهي من الإعاقات المُحِيرة للجميع، وأظهرت الدراسة التي أجرتها طبيبة سعودية أن الآباء والأمهات في حاجة إلى معلومات خاصة بأطفالهم ذَوي صعوبات التعلُّم، فالمشكلة الحقيقية تكمن في محاولة الإجابة على سؤال مهم وهو ما هو الدور الذي يجب أن تبديه الأُسرة السعودية في سبيل توفير البيئة المنزلية الملائمة لرعاية أبنائها المعانين من المشكلة كي يتخطى الطفل تلك الصعوبات». وفي ختام حديثها، أكدت الدكتورة القرشي أن بعض الدراسات والبحوث أشارت إلى أن لدى الكثير من طلاب صعوبات التعلُّم مشكلات وصعوبات في تعلُّم مادة الرياضيات، تبدأ في الغالبية من المرحلة الابتدائية، وتستمر حتى المرحلة الثانوية وربما المرحلة الجامعية.