شهد نادي الرياض الأدبي مساء الاثنين الماضي، ألواناً من الشعر في السودان، قدمها عدد من الشعراء، ينتمون إلى أجيال مختلفة، كما استمع الحضور، الذي كان في معظمه من السودانيين، في غياب ملاحظ للمثقفين السعوديين، إلى إضاءات حول الشعر السوداني، وكذلك الثقافة السودانية. قدّم الليلة نائب رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي، فيما أدارها من الجانب السوداني محمد عبدالجليل، الذي شكر النادي، ثم تحدث بعد ذلك مرغني الشايب، لمحة عن المراحل التي مرت بالسودان وانعكست بدورها على أدبه، منذ الغزوات المصرية لشمال السودان وتأثرهم بالحضارة المصرية، واستمر هذا الحال حتى تم استقلال السودان، وقد برزت اللغة المروية، التي لم تم كشف رموزها وفك طلاسمها حتى الآن، على حد قوله. واعتبر مرغني أن هناك تنوعاً ثقافياً أسهم في تشكيل السودان، وهو تنوع ديني وثقافي وعرقي. بعد ذلك اعتلى المنبر ثلاثة شعراء تباعاً، بدأهم نصار الحاج، الذي قرأ قصائد «الأنثى» و «أطفئنا القناديل» و«مسافرة» التي يقول فيها: «مسافرة تضيء الليل تحت شواهد الأحلام/ في جسد المحبة/ مثل آلهة الرياح على سرير العشق/ يخترعون امرأة لفاتحة الحياة على صهيل الكون/ يخترعون امرأة لذاكرة النشيد». تلاه الشاعر والناقد محمد جميل أحمد، فقرأ: «سيرة» و «حاسة الكلام» و «الطرائد» هنا مقطع منها: «شجر الليل نحن نطلع من عتبات الصدى/ الغيوم نساء توشحن بين الطرائد/ فرساننا يندبون على قمر خاسر والقبائل مغلولة/ أول الدهر آخره في الرمال». وكان الثالث، الشاعر محمد مدني، الذي قاطعه الحضور أكثر من مرة، بالتصفيق الحار، وكشف عن إمكانات شعرية عميقة، وقدرة على الإلقاء لفتت الحضور، الذي بدا أنه يعرفه جيداً. قرأ مدني «تحت الحياة فويق الممات»، وجاء فيه: «يا أيها النجم الذي ما عاد يهدي للشمال/ ضيعته طفلاً وحمّله حواريوك هندسة المحال/ أضرب جذورك في عتيق الخمر لا وطناً يُرجِّى لا حبيبة تشتهيك/.... ولا عيال». كما قرأ قصيدة «قتيل يشيع أحياءه». بعد ذلك ألقت الشاعرة السودانية نجاة عثمان بعضاً من نصوصها في القاعة المخصصة للنساء، لكن الصوت كان رديئاً، فتعذر سماعها جيداً. ثم توالت المداخلات على هامش الليلة، وتنوعت بحسب المتداخلين. وفي الختام شكر الأستاذ عبدالله الوشمي، الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون، التي تولت الإعداد لهذه الندوة، كما سجّل شكراً خاصاً للصحافي السوداني عمر عبدالرحمن أبوراس على جهوده الكبيرة في الإعداد لهذه الأمسية.