تقدمت القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها على حساب فصائل المعارضة غرب دمشق أمس، في إطار عمليات مستمرة لعزل تجمع بيت جن، كما سيطرت على تلال ونقاط بعد منطقة «الهنكارات» الاستراتيجية. وأعلن «الإعلام الحربي المركزي» أن «الجيش تابع عملياته في جنوب غربي ريف دمشق، وسيطر على عدد من النقاط على محور الهنكارات، بعد مواجهات مع جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها». علما أن المعارضة ما زالت تحتفظ بكل من مغر المير وبيت جن ومزرعتها، بعد عزلها عن بيت سابر وكفر حور، في سبيل إجراء تسويات ضمن المنطقة. وأفادت مصادر مطلعة لموقع «عنب بلدي» بأن «عشرات الجنود في القوات النظامية قتلوا خلال محاولتهم اقتحام بلدة مغر المير التي تربط التجمع ببيت سابر». وكانت «غرفة عمليات جبل الشيخ» دعت منذ أيام، الفصائل العاملة في الجنوب السوري، إلى الالتحاق بغرفة العمليات العسكرية المشتركة في المنطقة خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام. وفي حال سيطرت القوات النظامية على مغر المير، فإن ذلك سيعزز فرص عقد تسوية بعد فصل تلك البقعة، التي تصل مساحتها إلى نحو 21 كيلومتراً مربعاً. وقال أبو حذيفة الشامي القيادي العسكري في «هيئة تحرير الشام»، إن «المعارك في بيت جن والتصدي لحملة النظام مستمرة حتى تنكسر الحملة، على رغم الضغط الكبير». وأكد أن «المنطقة مهمة جداً وخسارتها تعني خسارة كبيرة لآخر المعاقل في الغوطة الغربية». ويبدو أن معارك مزرعة بيت جن في ريف دمشقالجنوبي الغربي، تشكّل بداية لمخطط جديد تسعى القوات النظامية إلى تطبيقه بالسيطرة أولًا على نفوذ الفصائل جنوبدمشق، على أن تفتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولًا إلى التوغل في عمق مناطق المعارضة في ريف درعا الغربي. وتؤكد الحشود والتعزيزات التي استقدمتها القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها إلى مناطق متفرقة من ريف درعا، أن ثمة مرحلة عسكرية جديدة يقبل عليها الجنوب، ما يذكّر بظروف عام 2015 الذي شهد صداماً عسكرياً يعتبر الأكبر في المنطقة منذ مطلع عام 2011. كما تعتبر المصالحات الأخيرة التي قام بها النظام في المناطق الجنوبية الغربية لدمشق، ومن بينها خان الشيح وكناكر والكسوة، إحدى الخطوات التي من شأنها تأمين حزام خارجي للعاصمة السورية، في حال حصول أي عمل عسكري.