تصدرت مفاوضات ترحيل عناصر «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام») أحداث الغوطة الشرقية، من دون اتضاح تفاصيل اتفاق الترحيل، بسبب التكتم الإعلامي لفصائل معارضة على صلة بالصفقة. وذكرت مصادر إعلامية رسمية سورية أمس، أن وحدات من القوات النظامية طوقت عناصر من «النصرة» في قرية مغر المير في ريف دمشق الجنوبي الغربي، قاطعةً بذلك أحد أهم طرق إمداد ال «جبهة». وقالت مصادر في ريف دمشق أمس، إن مصالح متضاربة بين فصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» عطلت بدء عملية الترحيل حتى اليوم، وسط حديث عن «صفقات خفية» يبرمها كل فصيل على حدة. وذكر موقع «عنب بلدي» الإخباري، أن المستجدات تفيد بتأجيل تنفيذ أي اتفاق لترحيل عناصر «النصرة» إلى ما بعد مؤتمر سوتشي. ولا تقتصر عرقلة الترحيل على قضية واحدة، بل تشمل ملف أسرى «النصرة» الذين يحتجزهم «جيش الإسلام». وكان «أمير» عسكري في «جبهة النصرة» قال إن «شرخاً حدث في صفوف الجبهة بسبب مشروع الترحيل الذي وقعه «فيلق الرحمن» مع روسيا، ولأن الجبهة لم تكن طرفاً في الاتفاق المبرم». وأضاف أن ملف أسرى «النصرة» ما زال عالقاً بسبب رفض جماعة منها، الخروج إذا لم ينهَ ملف الأسرى، بخاصة بعد إعلان مقتل 17 عنصراً من أصل 30 يحتجزهم «جيش الإسلام». ويؤكد «جيش الإسلام» وجوب ترحيل «النصرة» من المنطقة عبر مفاوضات مع دمشق، لحصر الخروج من معبر الوافدين الذي يتصل بمناطق سيطرة «جيش الإسلام» في دوما. لكن فصيل «فيلق الرحمن» يصر على أن يكون الترحيل من معبر مدينة جسرين الواقعة تحت نفوذه، ويجري أيضاً مفاوضات مع الجانب الروسي للتشديد على ذلك، الأمر الذي كان له دور أساسي في تأخير الاتفاق. وتنتظر فصائل المعارضة موعد الخروج الذي تأجل بسبب الخلافات الأخيرة، علماً أن أي طرف لم يكشف بعد بنود المفاوضات. وكانت باصات وصلت إلى معبر مخيم الوافدين الواصل بين مناطق المعارضة ومناطق القوات النظامية، السبت الماضي، لكن عملية نقل عناصر «النصرة» تأجلَت. وكان كل من فصائل المعارضة في الغوطة وقع اتفاقاً على حدة مع الجانب الروسي. وأعلنت مصادر إعلامية رسمية سورية أمس، أن وحدات من القوات النظامية بالتعاون مع القوى الرديفة، «واصلت عملياتها العسكرية في ملاحقة «النصرة» بالريف الجنوبي الغربي لدمشق، وأحكمت السيطرة على محور الطماثيات والهنغارات على الجهة الجنوبية لمجرى نهر الأعوج بالكامل». وأضافت أن القوات النظامية أحكمت أمس سيطرتها على عدد من النقاط الاستراتيجية شرق مزرعة بيت جن، بعد تكبيد «النصرة» خسائر في الأفراد والعتاد.