أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استناداً إلى معلومات من مصادر متقاطعة بأن القوات النظامية السورية تجري تحضيرات عسكرية لتنفيذ هجوم واسع على ريف دمشق الجنوبي الغربي المحاصر بغية السيطرة على القسم الخاضع للفصائل المعارضة في منطقة بيت جن وقرى وبلدات بيت سابر وكفر حور وبيت تيما ومغير المير وأريافها، والتي تعد كذلك آخر منطقة حدودية مع لبنان خارجة عن سيطرة النظام السوري. وجاءت التحضيرات بعد هجوم جرى فجر الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بدأ بتفجير مفخخة استهدفت بلدة حضر وتبعه هجوم للفصائل المعارضة، بقيادة عناصر «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام» حالياً) تمكنت خلاله من وصل مناطق سيطرتها في ريف دمشق الجنوبي الغربي مع مناطق سيطرتها في ريف القنيطرة الشمالي، قبل أن تتمكن القوات النظامية بعد ساعات على قطع الممر ومعاودة حصار ريف دمشق الجنوبي الغربي. وتسبب القتال والتفجيرات والقصف في مقتل 20 على الأقل من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها كما قضى 11 عنصراً بينهم 3 قياديين وعنصر من الجنسية التونسية من الفصائل المعارضة. وأكدت المصادر ل «المرصد السوري» أن هذه العملية يقودها ضابط بارز في القوات النظامية» كان له دور كبير في عمليات استعادة السيطرة على أحياء شرق العاصمة وفي عمليات شرق دمشق والغوطة الشرقية وعمليات أخرى في ريف دمشق. وكانت مناطق في أطراف بلدة بيت جن الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي تعرضت أول من أمس لقصف من القوات النظامية تسبب بأضرار مادية. وكان ذلك أول قصف من قبل القوات النظامية على ريف دمشق الجنوبي الغربي المحاصر، بعد نحو 48 ساعة من القتال الذي أعقب هجوم الفصائل في المنطقة. وذكر «المرصد السوري» أنه رصد إلقاء مروحيات النظام نحو 450 برميلاً متفجراً ومئات القذائف الصاروخية والمدفعية، التي استهدفت هذه المنطقة، منذ السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي، وحتى الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تمهيداً لعملية عسكرية لإنهاء وجود «هيئة تحرير الشام» في ما تبقى من الحدود السورية– اللبنانية. وفي حال تمكنت من استعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 150 كيلومتراً مربعاً، تضم قرى وبلدات بيت جن وبيت سابر وبيت تيما وكفر حور ومزارع وتجمعات سكنية أخرى، فإنها ستكون قد استعادت كامل ريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي والشمالي والشمالي الغربي. وما زالت عناصر الفصائل المعارضة و «تحرير الشام» منتشرة على طول نحو 8 كلم على الحدود السورية– اللبنانية من ضمنها نحو 5.5 كلم على الحدود مع مزارع شبعا. وتمكنت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها من استعادة السيطرة على تلة ومواقع كانت «تحرير الشام» تسيطر عليها. وتأتي العملية استكمالاً لعمليات القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، بما فيها حزب الله اللبناني والتي شهدتها القلمون خلال الأشهر الفائتة في القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي الغربي، والتي انتهت بعمليات تهجير لآلاف المدنيين وعناصر «هيئة تحرير الشام» وتنظيم «داعش» إلى الشمال السوري ومحافظة دير الزور.