احتشدت القوات النظامية وحلفاؤها على جبهة الغوطة الغربية لدمشق، وسط تخوفات من توجه لاقتحامها. يأتي ذلك فيما أعلنت ميليشيا «صقور القنيطرة» الموالية للنظام السوري اندماج قواتها مع «فوج الجولان» في تشكيل واحد يحمل اسم «درع الوطن» سينضم إلى القوات النظامية في معاركها في الغوطة الغربية لدمشق. ودعت المعارضة السورية العاملة في المنطقة قبل يومين، إلى «نفير عام» لصد هجوم قوات النظام المحتمل على الغوطة الغربية، وإنقاذ المدنيين المحاصرين في المنطقة. وفي بيان ل «غرفة عمليات جبل الشيخ»، دعت كل الفصائل العاملة في الجنوب السوري، إلى الالتحاق بهذه الغرفة خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام. كما أعلنت «صقور القنيطرة» أمس، سيطرتها بالتعاون مع قوات النظام على نقاط جديدة باتجاه مزرعة بيت جن، في تل البيضة بالقرب من مغر المير في الغوطة الغربية. وحققت قوات النظام وحلفاؤها قبل أيام، تقدماً على حساب فصائل المعارضة في الغوطة الغربية، ضمن المعارك التي بدأتها مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى عمليات عسكرية مستمرة في خطوة لفصل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف دمشق إلى قسمين. وقالت مصادر متطابقة من ريف دمشق إن قوات النظام كثفت قصفها للمنطقة بصواريخ أرض- أرض وصواريخ «فيل»، وبخاصة على منطقة مغر المير وتل مروان ومنطقة الضهر الأسود. وكانت فصائل معارضة استطاعت فتح طريق لساعات بين الغوطة الغربية لدمشق وريف القنيطرة، مطلع الشهر الجاري، ما لبثت قوات النظام وميليشيات مساندة لها أن أغلقته باستعادة السيطرة على المناطق التي تقدمت المعارضة إليها، ضمن معركة «كسر القيود عن الحرمون». ومع استمرار الحصار على الغوطة الشرقية، يتواصل الوضع الإنساني في التدهور. وأفاد ناشطون بوفاة طفل لا يتجاوز السبعة أشهر، بسبب سوء التغذية وعدم إمكانية علاجه في الغوطة الشرقية. وذكر تقرير للأمم المتحدة أول من أمس أن عدد ضحايا «الأمراض المستعصية» ارتفع في الغوطة الشرقية إلى 15 حالة وفاة. وأفادت الأممالمتحدة، مطلع كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بأنها تنتظر موافقة النظام السوري، للسماح لها بإجلاء 500 حالة مرضية ب «شكل فوري» من الغوطة لتقديم العلاج والعناية الطبية اللازمة لهم. لكن النظام لم يستجب لهذه الدعوات. وتشهد الغوطة، منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قصفاً جوياً من قبل الطيران الحربي التابع لقوات النظام. وانضمت الغوطة الشرقية إلى مناطق «خفض التوتر» المتفق عليها في محادثات آستانة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، في تموز (يوليو) الماضي. مجلس العشائر يتهم واشنطن بنكث وعد بسحب «وحدات حماية الشعب» من منبج أكد عضوٌ في المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية أمس، أن الولاياتالمتحدة تحتل مدينة منبج شرق حلب، عبر ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، ولم تنفذ وعودها. وقال القاضي إبراهيم الحاجي، عضو مجلس القبائل إن «الولاياتالمتحدة الأميركية خدعت أبناء منبج، ولم تلتزم بالوعد الذي أعطتهم إياه، بسحب القوات التابعة لها من المدينة، بعد تحريرها من تنظيم (الدولة)». وأوضح الحاجي أن واشنطن عقدت أكثر من اجتماع مع وجهاء العشائر، وأبناء منبج في قاعدة أميركية بالقرب من سد تشرين (بمحافظة حلب) على نهر الفرات. وقال إن الوعود الأميركية لم تنفذ، وإن أبناء المدينة «وجدوا أنفسهم وجهاً لوجهٍ أمام عصابات جاءت من قنديل (جبال شمالي العراق)، بعد انسحاب تنظيم (الدولة) منها»، وفقاً لوكالة «الأناضول». واعتبر منبج محتلة من قِبَل الولاياتالمتحدة عبر ذراعها في المنطقة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأن واشنطن تقدم غطاء سياسياً وعسكرياً للميليشيا، «ولولا هذا الدعم لاستطاع الجيش السوري الحر استعادة السيطرة عليها بكل سهولة». ولفت إلى أن «الميليشيا الكردية الانفصالية تحاول أن تجيش أبناء المدينة بعضهم على بعض من خلال التجنيد الإجباري». وسيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية على منبج صيف العام الماضي، بعد معارك مع تنظيم «داعش» بدعم أميركي.