أكد شهود في مدينة بانياس امس ان قوات الأمن السورية ومسلحين انتشروا أمس في مناطق وسط المدينة. في ظل انباء عن اعتقال نحو الف شخص خلال الايام الماضية. بينما دعا ناشطون إلى اعتصامات متواصلة تبدأ ليل أمس في كل المدن السورية حتى يتم وقف الاعتقالات والعنف. وصعد وزير الخارجية الفرنسي من لهجته إزاء الحكومة السورية قائلا إن «حكومة تطلق النار على مواطنيها لانهم يريدون التعبير عن أنفسهم من أجل اقامة ديموقراطية حقيقية تفقد شرعيتها». وقال إن باريس تريد ادراج اسم الرئيس بشار الاسد على لائحة العقوبات التي تضم مسؤولين في النظام السوري. وأوضح ان «استخدام حدود قصوى من العنف، كدبابات واسلحة ثقيلة ضد الشعب السوري، يستدعي منا حكما مشابها لما صدر عنا حيال موقف القذافي». وقال نائب وزير الخارجية الالماني فيرنر هوير من جانبه «إن الوقت حان للتحرك». وتابع: «لا تترك التصرفات... المستمرة للحكومة السورية للاتحاد الاوروبي خياراً سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام». وكلف سفراء الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة خبراءهم بالعمل على صوغ العقوبات التي قد تشمل، إلى حظر الاسلحة، تجميد اموال ومنع منح تاشيرات سفر تطاول المسؤولين عن القمع. لكن بالرغم من الاجماع على مبدأ حظر الاسلحة، قال ديبلوماسي اوروبي لوكالة «فرانس برس» ان «كل دول الاتحاد الاوروبي لا تملك الرؤية نفسها. فالبعض يريد التحرك بقوة وسرعة والبعض الاخر يريد تحركا تدريجيا لا يطاول بشار الاسد على الفور... اما ان نقدم تنازلات ونضع لائحة سريعا، واما ان نشكل لائحة اكبر ستستغرق وقتا اطول». ومن بين الدول المترددة في فرض عقوبات سريعة البرتغال واستونيا التي تخشى عواقب على مواطنيها السبعة المخطوفين في لبنان، بالاضافة الى قبرص واليونان. ميدانيا، دعا ناشطون إلى اعتصامات متواصلة تبدأ من ليل أمس في كل المدن السورية، وتستمر حتى يتم وقف الاعتقالات والعنف، ويأتي ذلك فيما قالت منظمات حقوقية إن قوات الامن أعتقلت أكثر من الف شخص خلال يومين سعيا لانهاء موجة الاحتجاجات. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية: «شهدت المدن السورية خلال اليومين السابقين تصعيدا جنونيا من قبل السلطة حيث تقوم باعتقال كل من له قدرة على الاحتجاج أو التظاهر في المدن والقرى التي تشهد اعتصامات. كما أن السلطة قد طاولت باعتقالاتها التعسفية كتابا ومثقفين ونشطاء معروفين بتوجهاتهم الإصلاحية لتتجاوز قائمة المعتقلين الألف خلال اليومين الآخرين فقط». وقال عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، لوكالة «اسوشيتد برس» أمس، إن هذه الاعتقالات حوَّلت سورية «إلى سجن كبير»، موضحاً ان الاعتقالات تمت بشن غارات من بيت الى بيت. الى ذلك قال أحد قادة الاحتجاجات في سورية، إن قوات الأمن ومسلحين انتشروا أمس في مناطق بوسط بانياس، التي تشهد بعضاً من أشد الاحتجاجات الشعبية في البلاد، موضحاً ان الجيش قام بإغلاق المدخل الشمالي للمدينة، كما قام بتأمين المدخل الجنوبي وبتسليح قرى في التلال المطلة على بانياس من الموالين للسلطات. وأوضح أنس الشغري أن قوات أمن ترتدي ملابس مدنية انتشرت في «شارع السوق» وبدأت تعتقل الناس استناداً الى اسماء عائلاتهم المدونة على بطاقات هوياتهم. في غضون ذلك، أفادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا)ان القيادة المركزية ل «الجبهة الوطنية التقدمية» علرضت والتطورات في البلاد. واضافت أن القيادة أكدت أن «المحاولات التي تقوم بها مجموعات إرهابية متطرفة تشكل جزءاً من مؤامرة واسعة تستهدف الوحدة الوطنية والمواقف السياسية والنهج القائم على الدفاع عن مصالح الأمة العربية»، مشيرة إلى «التدابير المتخذة للقضاء على المؤامرة كجزء من حركة شاملة تهدف إلى القيام بعملية إصلاح واسعة وشاملة تجعل من سورية قادرة على مواصلة سياساتها الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والعالم».