قال أحد قادة الاحتجاجات في سورية، إن قوات الأمن ومسلحين انتشروا أمس في مناطق بوسط مدينة بانياس، التي تشهد بعضاً من أشد الاحتجاجات الشعبية في البلاد، موضحاً ان الجيش قام بإغلاق المدخل الشمالي للمدينة، كما قام بتأمين المدخل الجنوبي وبتسليح قرى في التلال المطلة على بانياس من الموالين للسلطات. وفيما تحدث شهود عن استمرار حملة الاعتقالات ضد ناشطين ومحتجين، دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات السورية إلى ضمان وصولها «بشكل آمن وفوري» لجرحى أصيبوا في أعمال عنف ومعتقلين لدى السلطات. وعن الانتشار الأمني في مدينة بانياس، قال أنس الشغري، أحد قادة الاحتجاجات لوكالة «رويترز»، إن قوات الامن ومسلحين انتشروا في مناطق بوسط المدينة. وتابع: «تحركوا صوب منطقة السوق الرئيسية. أغلق الجيش المدخل الشمالي وقام بتأمين الجنوب. قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس، ونواجه الآن ميليشيات من الشرق». وأضاف الشغري، أن قوات أمن ترتدي ملابس مدنية انتشرت في «شارع السوق» وبدأت تعتقل الناس استناداً الى اسماء عائلاتهم المدونة على بطاقات هوياتهم. وأوضح: «إنهم يستهدفون السُّنّة. يؤسفني أن أقول إن الدعاية التي يروِّجها الاسد بأن العلويين لن يتمكنوا من البقاء اذا أطيح به، تجد استجابة بين جيراننا العلويين، رغم ان المظاهرات كانت تطالب بالحرية والوحدة، بصرف النظر عن الطائفة». وغالباً ما تصف السلطات بانياس، التي تقطنها أغلبية من السنة، بأنها «مركز الإرهاب السلفي». ونفى الشغري ان يكون المواطنون بالمدينة مسلحين، وقال إن الشبان الذين يحملون الهراوات كانوا يحرسون حواجز الطرق التي أقيمت في وجه القوات المسلحة التي تنتشر في المنطقة. وكان وسط مدينة بانياس يخضع لسيطرة المتظاهرين منذ أن أطلق مسلحون يُعرفون باسم «الشبيحة» النار على السكان، باستخدام بنادق كلاشنيكوف من على عربات مسرعة، في العاشر من نيسان (ابريل) بعد مظاهرة ضخمة مؤيدة للديموقراطية طالبت «بإسقاط النظام». وقال سكان ونشطاء حقوقيون، إن ستة من المدنيين قتلوا في الحادث. وأغلقت قوات الامن المدينة بعد الحادث. وقالت السلطات آنذاك إن مجموعة مسلحة نصبت كميناً لدورية قرب بانياس وقتلت تسعة جنود. وفي موازاة ذلك، قال شهود إن قوات الامن السورية اعتقلت خلال الايام الثلاثة الماضية مئات المتعاطفين المؤيدين للديموقراطية، بينهم الناشطة الحقوقية البارزة ديانا الجوابرة، للمرة الثانية منذ بدء الاحتجاجات. واعتُقلت الجوابرة «39 عاماً» يوم 16 آذار (مارس)، اثناء اشتراكها في مسيرة احتجاج صامتة في دمشق للمطالبة بالإفراج عن آلاف السجناء السياسيين. من جهة أخرى، قالت منظمات حقوقية سورية أمس، إن أكثر من ألف شخص اعتُقلوا منذ يوم السبت الماضي، فيما اعتُبر آخرون في عداد المفقودين. وقال عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، لوكالة «اسوشيتد برس» أمس، إن هذه الاعتقالات حوَّلت سورية «إلى سجن كبير»، موضحاً ان الاعتقالات تمت بشن غارات من بيت الى بيت. وتقول منظمات حقوق الإنسان، إن 560 مدنياً على الأقل قتلوا بأيدي قوات الامن منذ تفجر الاحتجاجات في درعا يوم 18 آذار. وفي جنيف، دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر سورية أمس، إلى ضمان وصولها بشكل آمن وفوري لجرحي أُصيبوا في اعمال العنف ومعتقلين لدى السلطات. وأبدت اللجنة في بيانٍ قلقَها من أعمال العنف التي أدت لسقوط عدد كبير من الضحايا، وأبدت مخاوفها من إزهاق المزيد من الارواح. وقالت ماريان جاسر، رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق: «من المُلِحّ ان تصل الخدمات الطبية ومسعفون يقومون بإسعافات اولية، وغيرهم ممن يضطلعون بمهام تنقذ أرواحاً، لمن يحتاجونهم سريعاً». وأضافت اللجنة أنه ينبغي معاملة جميع مَن اعتُقلوا في أعقاب أعمال العنف والتظاهرات على مدار أسابيع في سورية بشكل إنساني، وان يُحتجزوا في ظروف لائقة. إلى ذلك، أفاد مصدر رسمي أردني ليل اول من امس، أن السلطات السورية اعتقلت شاباً اردنياً (26 عاماً) في 19 نيسان، أثناء عودته من لبنان الى المملكة عبر الاراضي السورية. واعتقل رعد قعوار، الذي يعمل في مجال العلاقات العامة، في سورية اثناء عودته الى عمان قادماً من لبنان بعد زيارة قصيرة لبيروت، على ما أفادت عائلته ووزارة الخارجية الاردنية. وقال احد افراد عائلته: «لقد تلقينا رسالة قصيرة عبر الموبايل في \ نيسان، اعلمَنا فيها رعد بأنه في الاراضي السورية في طريقه الى عمان، ثم لم نسمع منه شيئاً، وعلمنا لاحقاً أنه اعتُقل». وأكدت وزارة الخارجية الاردنية اعتقال قعوار، مشيرة الى انها «تبذل كل الجهود لضمان إطلاق سراحه». إلى ذلك، أُفرج أمس عن الصحافي الجزائري خالد سيد مهند، الذي تم توقيفه في 9 نيسان في دمشق، على ما أعلن ديبلوماسي في السفارة الجزائرية بالعاصمة السورية لوكالة «فرانس برس». وقال الديبلوماسي إن هذا الصحافي المستقل، الذي يعمل مع مجلة «فرانس كولتور» وصحيفة «لوموند» اليومية، «سُلِّم صباح أمس إلى السفارة الجزائرية عند حدود العاشرة بالتوقيت المحلي (00:07 ت. غ.)». وأضاف أنه «بخير، ويعمل على إنجاز اوراق اقامته في هذا البلد».