واشنطن – يو بي آي، رويترز - ابدت السلطات الأميركية والأوروبية، عشية الذكرى الأولى لتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، تخوفها من محاولة التنظيم تفجير طائرات متجهة إلى الولاياتالمتحدة عبر استخدام انتحاريين يخبئون متفجرات داخل اجسادهم. وشددت اجراءات الأمن في مطارات بريطانيا وباقي دول اوروبا والشرق الأوسط، خصوصاً على متن الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، فيما ارسلت الولاياتالمتحدة عدداً اضافياً من قادة سلاح الجو الفيديراليين إلى خارج اراضيها قبل حلول الذكرى. ونقلت شبكة «اي بي سي نيوز» الاخبارية الأميركية عن اطباء قولهم إن «أماكن كثيرة في امعاء الإنسان يمكن أن تزرع فيها متفجرات من خلال عملية جراحية». واشارت الى أن السلطات الأميركية والأوروبية حذرت علناً من صنع خبير «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» السعودي إبراهيم حسن العسيري متفجرات لا تحتوي على أجزاء معدنية من اجل تمريرها عبر جهاز أمن المطار. وأضافت الشبكة أن المسؤولين الأميركيين لم يعلنوا معلومات حسية عن احتمال حصول تفجيرات وشيكة. وأمس، اعتقلت السلطات الأميركية خمسة مشبوهين في التورط بمؤامرة لنسف جسر في كليفلاند، موضحة أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) راقبت المجموعة في إطار عملية سرية. واستبعدت السلطات علاقة المجموعة بمنظمات إرهابية أجنبية أو ارتباطها بالذكرى السنوية لمقتل بن لادن. وفي بريطانيا، اعتقلت الشرطة سبعة أشخاص في عمليات دهم نفذتها في لندن وكوفنتري وكارديف بويلز، للاشتباه في غسلهم اموال وتمويل الارهاب في انحاء العالم عبر عمليات تصدير غير شرعية لمخدر القات الى اميركا الشمالية. واندرجت المداهمات ضمن تحقيقات منسقة مع ادارة الأمن الداخلي الأميركي في شأن شبكة يشتبه في تصديرها قات الى الولاياتالمتحدة وكندا. ولم توضح الشرطة مصدر كميات القات المهربة او الجهة الممولة للعمليات، لكن السلطات الدولية تزعم ان ارباح تجارة القات تستخدم في تمويل جماعات متشددة مثل جماعة الشباب في الصومال. وثائق لهجمات في أوروبا ترافق ذلك مع كشف مسؤولين في الاستخبارات الأميركية ان الشرطة الألمانية عثرت في 16 ايار (مايو) 2011 على عشرات الوثائق المشفرة حول هجمات تعدها «القاعدة» في اوروبا داخل فيلم كان في حوزة رجل نمساوي يدعى مقصود لودين اعتقل في المانيا بعد عودته من باكستان. واشارت شبكة «سي ان ان» الى ان محققي شرطة برلين اكتشفوا اخفاء لودين شرائح ذاكرة وجهاز تخزين بيانات في سرواله الداخلي. و «بعد اسابيع على تحليل الشيفرات، عثر المحققون على كنز من المعلومات الاستخبارية احتوى أكثر من 100 وثيقة للقاعدة حول هجمات جريئة تخطط لها، وتشمل خطف سفن سياحية وشن هجمات في اوروبا مشابهة للهجمات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية عام 2009». ويعتقد المحققون الألمان بأن الوثائق تعود إلى عام 2009، مرجحين مشاركة القيادي في «القاعدة» يونس الموريتاني الذي اعتقل في باكستان عام 2011، في اعداد وثيقة «الأعمال المستقبلية». وفي خريف عام 2010، أي بعد سنة على إعداد الوثائق، حذرت أجهزة الأمن الأوروبية من احتمال شنّ هجمات مشابهة لتلك في مومباي. الى ذلك، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين اميركيين اطلعوا على وثائق ضبطت في منزل بن لادن، أنه كان قلقاً في أيامه الأخيرة على صورة التنظيم، وحاول الحدّ من الهجمات في دول اسلامية، ومن استهداف المدنيين فيها للحفاظ على شعبية التنظيم. وافادت الصحيفة بأن «بن لادن عارض بشدة فكرة جرى تداولها على مواقع جهادية حول ربط شفرات حادة بشاحنة صغيرة واقحامها وسط حشود. وقال مسؤول استخباراتي سابق إن «بن لادن استاء من الفكرة، باعتبار أنها تتناقض مع رؤيته لما يجب أن تكون عليه القاعدة». وأظهرت الوثائق تردد بن لادن تجاه نائبه ايمن الظواهري، وميله أكثر الى عطية عبد الرحمن، الجهادي الذين برز في الجزائر في التسعينات من القرن العشرين، والذي وضع بدعم من بن لادن قواعد سلوك للقاعدة والجماعات المرتبطة بها محذراً من أن قتل المسلمين الأبرياء سيؤذي المنظمة وينتهك الشريعة، اما قتل الأميركيين حتى غير المقاتلين فيبقى مسموحاً وملزماً. وقال غاريت براشمان، الكاتب والمستشار حول «القاعدة» في الادارة الأميركية، إن «عطية واصل محاولة كبح الهجمات داخل الشرق الأوسط، واستمر مع بن لان في بغض الغرب». تدمير أشرطة «تعذيب» على صعيد آخر، اكد خوسيه رودريغيز المدير السابق لجهاز العمليات السرية في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي اي) تدمير «خلال ساعات قليلة» عام 2005 أشرطة فيديو تضمنت مشاهد لاستخدام زملائه في الوكالة أساليب استجواب قاسية بينها الإيهام بالإغراق لقياديين معتقلين في «القاعدة» مثل خالد الشيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وذلك «لحمايتهم من أعمال انتقامية محتملة للتنظيم». وقال رودريغيز في تعليق على كتاب اصدره بعنوان «إجراءات صعبة»، تناول استخدام «سي اي اي» اساليب استجواب قاسية مع مشبوهين بالارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول: «خشيت تسريب هذه المواد، وشعرت بارتياح بعد تدمير اشرطة الفيديو» التي تضمنت لقطات تعذيب لخالد الشيخ وعبد الرحيم الناشري وأبو زبيدة. وجادل رودريغيز دائماً بأن اساليب الاستجواب القاسية كانت حيوية لإضعاف قبضة «القاعدة»، والعثور في النهاية على بن لادن وقتله.