تسببت موجة العواصف الترابية العنيفة التي اجتاحت مناطق عدة في المملكة إلى وفاة شخص، وعشرات الحوادث، وتعطل حركة الملاحة الجوية والبحرية، فيما أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الأحوال السيئة ستستمر على كل من الشرقيةوالرياض، وستكون الرؤية غير جيدة بسبب العوالق الترابية والرمال المثارة.وتوقعت «الرئاسة» أن يستمر تأثر المنطقة الشرقية، ومنطقة الرياض، وبخاصة الأجزاء الجنوبية منها، بتدنٍ في الرؤية الأفقية إلى اقل من واحد كيلو متر، كما تتأثر الأجزاء الشرقية من مناطق غرب المملكة والأماكن المفتوحة والطرق السريعة منها بالأتربة المثارة. وفي حفر الباطن، تسببت العواصف الترابية في وفاة راعي أغنام (أفريقي الجنسية، في العقد الثالث من العمر)، محترقاً داخل غرفة متحركة في الصحراء (15 كم) شرق مدينة القيصومة. وكان الراعي يُعِدّ طعام الغداء في غرفته (بورتابل) من طريق أنبوبة غاز صغيرة، بالقرب من أغنامه عندما داهمته عاصفة ترابية قوية أدت إلى انقلاب غرفته واشتعال النار فيها، ما تسبب في احتراقه وتفحم جثته. وقام الدفاع المدني في حفر الباطن بإخراج الجثة المتفحمة من الغرفة، وحضر للموقع ضابط خفر النقيب محمد العنزي. وعادة ما يدفع رعاة الأغنام ضريبة باهظة جراء العواصف الترابية تتفاوت بين وفاتهم أو إصابتهم، أو التسبب في ضياع المواشي أو موتها. من جهتها، اتخذت مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة موجة الغبار، التي غطت سماء المحافظة خلال الأيام الثلاثة الماضية وأدت لانخفاض مستوى الرؤية بشكل كبير. وأوضح الناطق الإعلامي لصحة حفر الباطن فيصل الشمري أن القطاعات الصحية كافة من مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية اتخذت التدابير اللازمة كافة، للتعامل مع كل الحالات المتضررة من موجة الغبار، ورفع حالة الاستعداد في أقسام الطوارئ، لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى، لمواجهة التطورات الناجمة من موجة الغبار التي اجتاحت المحافظة. ودعا أصحاب أمراض الجهاز التنفسي كالربو والحساسية بعدم الخروج في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتخاذ الإجراءات الوقائية كارتداء النظارات لحماية الأعين ووضع الكمامات الطبية وإغلاق النوافذ جيداً، حرصاً على سلامتهم، متمنين للجميع الصحة والسلامة. وفي الدمام، أوضح الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية سعد السعود ل «الحياة» أن الحالات المرضية التي شهدتها المستشفيات خلال الأيام الماضية، والمتعلقة في آثار العاصفة الترابية، محدودة جداً، بسبب زيادة الوعي لدى المرضى، والأهالي. وأضاف أن وزارة الصحة نصحت جميع المواطنين والمقيمين وبخاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي يتعرض لها حالياً بعض مناطق المملكة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة. وأشار إلى أن الوزارة أكدت أهمية لبس الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل أثناء موجه الغبار، ولفتت النظر إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي ما يتسبب في حساسية الأنف. مؤكداً أن تعليمات الوزارة لجميع مديري الشؤون الصحية التي تمر بمناطقهم موجة الغبار تقضي بأن تأخذ جميع الإجراءات ومتابعة الوضع للحفاظ على صحة الجميع وسلامتهم. وأضاف أن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية التابع لوزارة الصحة أصدر قائمة بالإرشادات الصحية التي تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح وموجات الغبار، كتجنب التعرض المباشر للغبار، والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية، ووجود العوالق الترابية، وعدم الخروج إلا للضرورة، ومتابعة أخبار النشرات الجوية عبر التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كما أكدت ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، إضافة إلى أهمية تنظيف المباني بشكل جيد من آثار الغبار، وبخاصة غرف النوم والأغطية والفرش. وبيّن أن «الصحة» أصدرت بياناً قبل موجة العواصف الأخيرة التي ضربت المملكة، أكدت جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة، وبخاصة الوسطى والشرقية، واتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وبخاصة المصابين بمرض الربو.