التقى وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي خلال زيارته الدوحة أمس، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وركزت لقاءاته على بحث الوضع في البحرين. وقال صالحي خلال مؤتمر صحافي إن «أحداث البحرين حظيت باهتمامنا الكبير ونحن متفائلون بدور قطر في الوساطة) في ضوء التجربة في لبنان والسودان». وفيما نوه بدور الدوحة في المنطقة وعلاقاتها مع طهران قال: «نأمل بأن يتم إيجاد حل مناسب لما يجرى في البحرين «، وأوضح:»إن قطر أدت دوراً فاعلاً ونشطاً في أحداث المنطقة ولن ننسى دورها في جمع الفرقاء اللبنانيين وإعادة إعمار لبنان ودورها في حل أزمة دارفور في السودان» . وحذر في الوقت ذاته من «أننا واثقون إذا استمر الوضع الحالي في البحرين ستكون هناك تداعيات سيئة على مجمل الوضع في المنطقة، ولا أحد يرغب في ذلك». وتابع أنه اتفق مع المسؤولين القطريين على «ضرورة استمرار المشاورات وإيجاد حل للأزمة»، مشدداً على» أن القضية في البحرين لا تخص شيعة أوسنة أو عرباً أو عجماً بل هي مطالب لأبناء الشعب يريدون تحقيقها، فقضية أبناء البحرين تخص أبناء البحرين. وغير مقبول المس بحقوق الإنسان»، في إشارة إلى محاكمة بعض البحرينيين المتهمين في الأحداث الأخيرة. لكنه أعرب عن أمله بأن «تؤدي جهود دول المنطقة إلى إيجاد حل لهذه القضية». وسئل عن التدخل الإيراني في شؤون دول في منطقة الخليج فقال:»مواقفنا الرسمية تعلنها وزارة الخارجية، أعلنا مراراً احترام وحدة واستقلال وحاكمية (سيادة) الدول في هذه المنطقة، سياستنا ثابتة وأي أقوال أخرى لا تعكس موقف إيران الرسمي «. وأعلن دعم بلاده المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس» وقال إن «وحدة الفصائل الفلسطينية عنصر مهم لتقوية المقاومة ضد جرائم العدو الصهيوني، ونشكر جهود مصر في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة»، وأكد أن «لا تعارض بين علاقات إيران ومصر وعلاقات طهران ودول مجلس التعاون الخليجي، لدينا علاقات حسنة مع كل دول المنطقة وهناك سفارات متبادلة والكثير من التعاون الاقتصادي». وأوضح إن «علاقاتنا مع مصر خلال الثلاثين سنة الماضية لم تكن على مستوى سفير، نأمل بأن تستأنف وترقى إلى هذا المستوى فلإيران ومصر مكانة خاصة وموقع ممتاز بين الدول الإسلامية ونحن نرى أن التعاون معها سيؤدي إلى مزيد من التفاهم والأمن والاستقرار في المنطقة. نحن متفائلون بمستقبل العلاقات مع القاهرة». ولفت إلى «أننا شهدنا نهضات شعبية وثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن قامت بها الشعوب فإن ماجرى في البحرين يخص مطالب شريحة واسعة من الشعب». وقال رداً على سؤال عن الموقف من أحداث سورية:»هناك مطالب شعبية طرحها أبناء الشعب، والرئيس بشار الأسد أعلن أنه مستعد لاستجابتها لكن ظهر جلياً لنا وللقيادة السورية أن هناك أصابع أجنبية خفية تحرك الأحداث. إذا كان التحرك (في سورية) شعبياً محضاً يطرحه أبناء الشعب فهو مشروع». ودعا إلى «التمييز بين الحركات والنهضات التي تطلقها غالبية أبناء الشعوب وأعمال شريحة أوثلة خاصة تطالب بأمور معينة». وخلص إلى انه «يجب أن لا ننسى أن سورية هي الخندق المتقدم في مقاومة المشروع الصهيوني وإسرائيل»، ولفت إلى «جهود كبيرة لإيجاد مخرج من أزمة اليمن».