فتح مؤتمر «نحو إستراتيجية موحدة للتوعية بأخطار المخدرات» أمس (الأحد) في جامعة الملك عبدالعزيز عدداً من القضايا تتعلق بالكشف الطبي على مرتكبي الحوادث المرورية من المخدرات والمسكرات، وإنشاء وسائل حماية للفتيات والنساء بعد توجه تجار ومروجي المخدرات إلى استهدافهن، وإيقاعهن فيها. وطالب نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي والمشرف السابق على مستشفى الأمل في جدة الدكتور محمد شاوش الإدارة العامة للمرور بتقديم إحصاءات دقيقة عن مرتكبي الحوادث وهم في حال سكر، أو تحت تأثير المخدر، مشيراً إلى أن المخدرات سبب رئيس في ارتفاع الحوادث المرورية، وشدد على وجود قانون للكشف عن المخدرات يطبق على مرتكبي الحوادث المرورية، مستشهداً بجهات دولية كشفت أن ربع الأعداد المضبوطة من «الإمفيتامينات» في العالم كانت تتجه نحو السعودية، وهي مادة تؤثر على قدرة الإنسان على التحكم والسيطرة ويبقى تأثيرها ومدة بقائها داخل الجسم ليومين أو ثلاثة أيام. وأشار الدكتور شاوش إلى أن الدول الأوروبية تقدم إحصاءات دقيقة للمخمورين ومتعاطي المخدرات المرتكبين لحوادث السير، ففي بريطانيا كشفت الإحصاءات أن 22 في المئة من وفيات حوادث السيارات، وجدت لديهم مواد إدمانية. وأفاد نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي أن حوادث السيارات سبب رئيس للوفيات للفئات العمرية من 25 إلى 42 عاماً، نتيجة لتعاطي المخدرات، وتجاوز السرعة القانونية، ومخالفة أنظمة السير، وأضاف أن إجمالي حوادث السيارات في منطقة مكة لعام 1431 بلغ 1331 حادثة يومياً بمعدل 17 حال وفاة و100 إصابة، وكانت نتيجة الوفيات تحت تأثير المواد المخدرة والمسكرة في جميع المحافظات «صفراً»، عدا محافظة الطائف التي سجل المرور فيها 4 حالات وفاة نتيجة تلك المواد في العام الماضي، قائلاً إنها نسبةٌ غير دقيقة وضئيلةٌ جداً. واستعرض شاوش دراسة أجريت على 100 مدمن في مستشفى الأمل بجدة في عام 1429 كشفت وجود 89 في المئة منهم كانوا يقودون السيارات تحت تأثير المواد المخدرة ك «الحشيش» و «الكبتاغون» وغيرهما. وطالب الدكتور شاوش الإدارة العامة للمرور بسن قوانين صارمة في الكشف عن المتعاطين قبل إعطاء وتجديد رخص القيادة العامة والخاصة، وإصدار قانون جزائي في حال ارتكاب المخالفات، والحوادث المرورية تحت تأثير المسكرات والمخدرات. من جهته، أقر رئيس اللجنة الوطنية للتوعية بالمخدرات الدكتور فايز الشهري بوجود وفيات بحوادث مرورية بسبب المسكرات والمخدرات وقال: «اكتشفنا في اللجنة الوطنية حالات وفيات بحوادث السيارات تكون المخدرات سببها، وتعدل في شهادة الوفاة بأن حال الوفاة نتيجة هبوط بالقلب أو تقشف بالجمجة وغيرهما»، وعزا الدكتور فايز هذا التصرف إلى الخوف من نظرة المجتمع في حال معرفة سبب وفاة أحد أفرادها بالمخدرات. وأكد الدكتور الشهري العمل على مشروع يطلق قريباً للتوعية الذكية داخل المناهج الطلابية، لتسهم بشكل فعال وعصري في حصانة الطلاب وليكونوا أعضاء فاعلين في مكافحة المخدرات مستقبلاً.